أسرى الدوريات
كشفت اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، عن (وثيقة) اتفاق عرضته إدارة السجون الإسرائيلية على الأسرى الفلسطينيين حاملي الجنسية الأردنية يقضي بترحيلهم إلى سجون الأردن لإكمال مدة محكوميتهم.
ووافق أربعة أسرى حتى الآن على عرض إدارة السجون من أصل ١٦ أسيرًا أردنيًا جلهم فُرضت عليهم أحكاماً عالية وآخرون محكومون بالمؤبد مدى الحياة منهم عبد الله البرغوثي صاحب أعلى حكم، حيث كشف شقيقه رائف البرغوثي أن الخارجية الأردنية حذرتهم من أن يكون عرض الاحتلال مخادعًا في حال إتمام أي صفقة تبادل أسرى بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي، بأن يُستثنى الأسير عبد الله البرغوثي منها؛ بحجة أنه موقع على اتفاقٍ يفضي بإكمال محكوميته في الأردن.
وكان ضابط المخابرات الإسرائيلية «الشاباك» المسؤول عن ملف الأسير عبد الله البرغوثي قد صرّح في وقت سابق قائلاً: «لو اضطرت إسرائيل لمغادرة أراضيها لأي سبب من الأسباب وتحت أي ظرف ستأخذ معها عبد الله البرغوثي لأنه يشكل خطرًا عليها أينما كان ووجد».
تعتبر هذه الوثيقة التي طرحت على الأسرى الأردنيين عام ٢٠١٩ ولم يتم دراستها بشكل جدي ليعاد طرحها من جديد ويتم التوقيع عليها ودراستها من قبل الأسرى داخل السجون وخارجه حسبما تحدث به المهندس مازن ملصة رئيس لجنة المعتقلين والمفقودين الأردنيين، حيث أفاد بأن الوثيقة تلبي الحاجات الإنسانية للمعتقلين خاصة ان معظمهم تجاوز ٠٢ عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي وقد فقد والديه واقاربه ولا يوجد تواصل فيما بينهم بشكل مباشر.
ويتخوف البعض من توقيت الصفقة مع مرور ما يزيد عن ٧ سنوات من أسر المقاومة في غزة لعدد من جنود الاحتلال وتعثر المفاوضات وشمولها على عبد الله البرغوثي الذي رفضت إسرائيل الافراج عنه تحت أي بند.
الباحث في شؤون الأسرى خضر المشايخ، أكد الأنباء التي يجري تداولها بشأن عرض الاحتلال على الأسرى الأردنيين، وقال إن عدداً من أهالي الأسرى أفادوا بها نقلاً عن أبنائهم في السجون، مضيفاً أن الأسير عبد الله البرغوثي، من بين من عرض عليهم التوقيع على اتفاق لنقله إلى الأردن، من أجل إكمال محكوميته كونه يحمل الجنسية الأردنية، لكن لا تأكيدات بشأن موافقته من عدمها على عرض كهذا.
وأوضح أن أهالي أسرى آخرين، أبلغهم أبناؤهم بهذا العرض «الغريب والمفاجئ»، بعد التواصل معهم، لكن الموضوع لا يزال قيد الدراسة حتى الآن.
من جانبه قال عبد الفتاح والد الأسير الأردني محمد المصلح، إن إبنهم أبلغهم من سجنه بتوقيعه على الورقة التي يجري الحديث عنها من أجل إكمال مدة محكوميته في بلده، وأوضح أن ابنه كان من أوائل الموقعين.
وأضاف أن العرض قدمته إدارة سجون الاحتلال إلى الأسرى الأردنيين في العام 2020 إلا أنه قوبل بالرفض.
وأوضح أن هناك تخوفاً لدى الأسرى الأردنيين من العرض الذي تقدمه تل أبيب، لعدم معرفتهم «نيّة» الاحتلال من وراء ذلك.
من جانبه، أوضح وجدي الريماوي، وهو شقيق الأسير الأردني محمد الريماوي أن الأخير تواصل مع العائلة وأبلغها بأن إدارة السجون عرضت عليه إكمال مدة اعتقاله في الأردن وفي حال رفضت المملكة استقباله هو ورفاقه سيتم تحويلهم لسجون السلطة الفلسطينية.
وأكد الريماوي أن خبر الاتفاق وصل إليهم من شقيقه، وبدأ بحث الاتفاق بين إدارة السجن والأسيرين عبد الله البرغوثي ومنير مرعي، ولاحقًا عرض على بقية الأسرى الأردنيين.