كيف كانت حياة المعتقلين الفلسطينيين المُفرج عنهم في السجون الإسرائيلية؟

   

11/27/ 2023-  بي بي سي عربي 

يتضمن اتفاق الهدنة المؤقتة بين كل من إسرائيل وحركة حماس إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع. إسراء جعابيص هي إحدى الفلسطينيات المُفرج عنهن ضمن صفقة الهدنة المؤقتة وتبلغ من العمر 38 عاما. وفي اللحظات الأولى للإفراج عنها قالت جعابيص في مقابلة تلفزيونية إنها تخجل أن تفرح بخروجها من السجن "وفلسطين جريحة".

وأشارت جعابيص إلى أنها تعرضت وزميلاتها للتنكيل والضرب في السجن، كما دعت إلى الإفراج عن جميع زميلاتها قائلةً إن فتيات فلسطينيات صغيرات السن "تعرضن لممارسات لا توصف" في السجون الإسرائيلية.

يقول قدورة فارس رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية إن إسرائيل لم تلتزم بأحد بنود صفقة التبادل التي عقدتها مع حماس، بوساطة قطرية مصرية أمريكية، وهي الالتزام بالأقدمية في الإفراج عن السجناء الفلسطينيين ضمن الدفعة الأولى.

وأشار فارس إلى أن "هناك 3200 معتقل جديد في سجون إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة". وقال المسؤول الفلسطيني "إسرائيل مسؤولة عن المعتقلين من غزة الذين لا نعرف عددهم". ووصف فارس ما يجري في المعتقلات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي بأنها "جرائم حرب بدأت في إطار عمل انتقامي". من جانبها قالت منظمة العفو الدولية، في تقرير لها يوم 9 نوفمبر / تشرين الثاني، إن "السلطات الإسرائيلية كثّفت على نحوٍ واسع استخدام الاعتقال الإداري، وهو شكل من أشكال الاحتجاز التعسفي، ضد الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة".

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل "مدّدت إجراءات الطوارئ التي تتيح معاملة الأسرى الفلسطينيين معاملة لا إنسانية ومهينة، بينما تقاعست عن التحقيق في حوادث التعذيب والوفاة في الحجز على مدى الأسابيع التي أعقبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول". ووفقا لنادي الأسير الفلسطيني اعتقلت السلطات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول أكثر من 2,200 فلسطيني وفلسطينية.

بينما يشير المركز الإسرائيلي للدفاع عن الفرد (هموكيد)، إلى ارتفاع العدد الإجمالي للفلسطينيين المحتجزين إداريًا، من دون تهمة أو محاكمة، من 1,319 إلى 2,070 في الفترة بين 1 أكتوبر/ تشرين الأول و1 نوفمبر/ تشرين الثاني.

تقول المنظمة إن "شهادات المعتقلين المفرج عنهم ومحامي حقوق الإنسان، فضلًا عن لقطات الفيديو والصور توضح جانبًا من أشكال التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة التي تعرض لها المعتقلون على أيدي القوات الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية".

وتشمل هذه الانتهاكات، وفقا لتقرير العفو الدولية، "الضرب المبرح وإذلال المحتجزين، بما في ذلك إجبارهم على إبقاء رؤوسهم محنية والركوع على الأرض أثناء تعداد السجناء وإرغامهم على غناء أغانٍ مؤيدة لإسرائيل".

وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "لقد شهدنا خلال الشهر الماضي ارتفاعًا هائلًا في استخدام إسرائيل للاعتقال الإداري، أي الاحتجاز بدون تهمة أو محاكمة قابل للتجديد إلى أجل غير مسمى، والذي كان أصلًا في أعلى مستوى له منذ 20 عامًا حتى قبل التصعيد الأخير في الأعمال العدائية في 7 أكتوبر/تشرين الأول".

ومن المقرر أن تنتهي الثلاثاء 28 نوفمبر/ تشرين الثاني عند الساعة 7:00 صباحًا بالتوقيت الفلسطيني الهدنة الإنسانية التي بدأت الخميس لمدة 4 أيام.

وما لم تحدث مفاجأة اللحظة الأخيرة، فإن الدفعة الرابعة والأخيرة من تبادل الأسرى ستجري مساء اليوم الاثنين. في الأثناء، يتعيّن على كل من إسرائيل وحماس حتى مساء اليوم، الاتفاق ما إذا كان سيتم تمديد الهدنة الإنسانية أم لا. ومساء الأحد، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استعداد إسرائيل لتمديد الهدنة بواقع يوم واحد مقابل كل 10 أسرى إسرائيليين يتم إطلاقهم من غزة. على الجانب الآخر، أظهرت حماس استعدادا مشابها، لكنها أشارت إلى أنها بحاجة للوقت لجمع معلومات عن مدنيين إسرائيليين في غزة.

كانت حماس شنت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوماً على إسرائيل، وأخذت نحو 200 رهينة، ويقول الجيش الإسرائيلي إن هناك نحو 1200 قتيلاً من جانبهم.

وبعد قصف إسرائيلي مكثف على قطاع غزة المحاصر، تسبب في قتل أكثر من 15 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، توصل الجانبان لهدنة مدتها 4 أيام يتسلم فيها الجانب الإسرائيلي 50 من رهائنه، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.