زيارات جديدة لمعتقلي غزة في معسكر (عوفر) عكست مجددا الفظائع المستمرة بحقّهم يتضمن التقرير إفادة لأحد المعتقلين حول تعرضه لعمليات تعذيب

   

 

17/11/2024

    قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، إنّنا نشهد تصاعداً جديداً في أعداد معتقلي غزة، مع استمرار حرب الإبادة واستمرار عمليات الاعتقال في شمال غزة، ووفقا لإعلان الاحتلال مؤخرا فإن حصيلة عمليات الاعتقال في شمال غزة تجاوزت الألف حالة اعتقال.

وبيّنت الهيئة والنادي، أنّه وفي إطار استمرار الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ المئات من معتقلي غزة، فإنّه لا يوجد معطى واضح لدى المؤسسات المختصة حول إجمالي أعداد المعتقلين من غزة في سجون الاحتلال ومعسكراته، سوى ما أعلنت عنه إدارة السّجون في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بأنّ هناك (1627) معتقلا من غزة ممن يصنفهم الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين)، علماً أنّ هذا المعطى لا يتضمن كافة المعتقلين من غزة، وتحديداً من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.

وفي ضوء استمرار جهود المؤسسات في إجراء زيارات لمعتقلي غزة في معسكر (عوفر)، ومنها زيارات أجراها الطواقم القانونية في هيئة الأسرى مؤخرا وشملت 15 معتقلاً، ومجدداً فإن الإفادات، تعكس الفظائع التي مارسها الاحتلال بحقّهم، وتضمنت كافة أساليب التّعذيب الجسديّ والنفسيّ، إلى جانب الجرائم الطبيّة، وجرائم التّجويع، والاعتداءات الجنسيّة.

وأبرز ما ورد في إفاداتهم، استخدام إدارة المعسكر بشكل ممنهج، فتحة الزنازين، (لعقابهم)، ويتم ذلك من خلال إجبار المعتقلين المقيدين بإخراج أيديهم حتى الإبط من فتحة الزنزانة، وقيام السّجانين باستخدام عدة أدوات بضرب أيدي المعتقلين بشكل مبرّح، وثنيها بشكل مؤذي ومؤلم جدا، وقد تحوّل هذا النوع من التّعذيب الجسديّ، إلى أبرز أشكال التّعذيب اليومية، وذلك دون استثناء أي من المعتقلين سواء (قاصرين، أو مرضى منهم: مقعدين وجرحى، وكبار في السّن).

وفي شهادة لأحد المعتقلين المبتورة أقدامهم (أ.أ):" تم إجبار المعتقلين المحتجزين معه في الزنزانة، بحمله لكي يصل إلى مستوى فتحة الزنزانة لإخراج يديه منها، حيث تم ضربه على يديه وثنيها، (كعقاب) له لأنه لم يتمكن من النزول عن البرش أثناء ما يسمى (بالعدد – الفحص الأمني)، رغم أنه قديمه مبتورتين".

وتابع المعتقل في شهادته "أنّه وعلى الرغم من أن قدميه مبتورتين، إلا أنّ إدارة المعسكر تجبره يوميا النزول على الأرض، والاستلقاء على بطنه، وذلك حتى إنتهاء إجراء (العدد)  لجميع الزنازين بالقسم، ويتكرر ذلك يوميا أربع مرات".

وأكّد المعتقل أنّه ومنذ اعتقاله في 15 شباط/ فبراير 2024، فإنّه مكبل على مدار الوقت، ويعاني جراء ذلك من أوجاع حادة في يديه وكدمات وتورمات، وحرقة شديدة نهاية قدميه المبتورتين".

وإلى جانب هذه الإفادة، وهي جزء من عشرات الإفادات الصادمة لمعتقلي، فإن المعتقلين أكدوا على جملة إجراءات قائمة في المعسكر، أبرزها: استمرار تكبيلهم منذ أكثر من عشرة شهور على مدار الوقت، كما وفقدوا قدرتهم على تقدير الزمن، فهم محرومون من معرفة الوقت، كما أنهم محرومون  من استخدام المحارم، والصابون، وفقط يتم السماح لهم بالاستحمام كل عشرة أيام، والفترة المتاحة لكل معتقل ثلاثة دقائق.

ولفتت الهيئة والنادي مجدداً إلى قضية ما يسمى (بالفحص الأمنيّ- العدد)، الذي يشكّل أداة من أدوات التّعذيب والتّنكيل في بنية السّجن، حيث تقوم إدارة معسكر (عوفر) بإجراء العدد (أربع مرات في اليوم منذ ساعات الفجر حتّى منتصف الليل)، وخلال العدد فإنه يتم إجبار المعتقلين على الاستلقاء على البطن حتى انتهاء العدد من كل الزنازين، ويستمر ذلك كتقدير لمدة ساعتين، وهذا يتكرر كما ذكرنا أربع مرات في اليوم، ومن يخالف إجراءات (العدد)، يتعرض (لعقاب) يتمثل بأحد أشكال التّعذيب الجسديّ، وأبرز هذه الأساليب (العقاب) بواسطة (فتحة الباب).

ومجدداً ذكر المعتقلون في إفاداتهم، ما يجري خلال عملية نقلهم إلى جلسات المحاكم، منذ الساعة 7:00 صباحا إلى (قفص حديدي)، ويجبرونهم على الجلوس بوضعية غير مريحة (على الركب أو البطن) حتى انتهاء إجراءات المحاكم.

أبرز الحقائق عن عمليات الاعتقال التي نفّذها الاحتلال في غزة، والجرائم التي نفّذت بحق معتقلي غزة منذ بدء حرب الإبادة.

حتّى اليوم ومنذ بدء حرب الإبادة، لا يوجد تقدير واضح لعدد المعتقلين من غزة في سجون ومعسكرات الاحتلال، والمعطى الوحيد المتوفر هو ما أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، (1627) ممن صنفتهم (بالمقاتلين غير شرعيين).

لم تتمكن المؤسسات من رصد عدد حالات الاعتقال من غزة في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي فرضها الاحتلال على معتقلي غزة منذ بدء الحرب، ويقدر عددهم بالآلاف.

شكّلت روايات وشهادات معتقلي غزة، تحولا بارزا في مستوى توحش منظومة الاحتلال والتي عكست مستوى -غير مسبوق- عن جرائم التّعذيب، وعمليات التّنكيل، والتّجويع، بالإضافة إلى الجرائم الطبيّة الممنهجة، والاعتداءات الجنسية، واستخدامهم دروعا بشرية.

شكّل معسكر (سديه تيمان) عنواناً بارزاً لجرائم التّعذيب، والجرائم الطبيّة المروعة بحقّ معتقلي غزة، إضافة إلى ما حملته روايات وشهادات معتقلين آخرين مفرج عنهم عن عمليات اغتصابات واعتداءات جنسية فيه، مع العلم أنّ هذا المعسكر ليس المكان الوحيد الذي يحتجز فيه معتقلو غزة، فالاحتلال وزّعهم على عدة سجون مركزية، ونفّذ بحقّهم عمليات تعذيب ممنهجة، توازي عمليات التعذيب في معسكر (سديه تيمان) ، منهم سجني (النقب وعوفر).

يشار إلى أنّ الاحتلال ينفذ حملات اعتقال واسعة في شمال غزة طالت المئات، علماً أن حملات الاعتقال هذه طالت العشرات من الطواقم الطبيّة، وحتى اليوم لا تتوفر معلومات عن مصير من تم اعتقالهم مؤخرا وما زالوا رهن الإخفاء القسري.

·