مركز ميزان - 16/4/2024
غزة، م. س.، متزوج ويبلغ من العمر 34 عاماً، وأب ل4 أطفال. يسكن في شارع السوق بمشروع بيت لاهيا في محافظة شمال غزة. بعد إصدار قوات الاحتلال أوامر لإخلاء منطقة شمال قطاع غزة والتوجه جنوب وادي غزة، قرر م. س. الإخلاء برفقة عائلته عند حوالي الساعة 9:00 من صباح يوم الاثنين الموافق 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وفي طريقهم إلى الجنوب على بعد بضعة أمتار من وادي غزة، أوقفت قوة عسكرية إٍسرائيلية م. س. وعائلته، واعتقلته. وبعد الإفراج عنه في بداية شهر بداية فبراير/ شباط، روى ما حدث معه أثناء اعتقاله لباحث مركز الميزان:
"أثناء الطريق وقبل عدة أمتار من واد غزة، شاهدت قوة عسكرية إسرائيلية ضخمة، وأوقفتنا وطلب مني جندي اسرائيلي إبراز هويتي الشخصية ففعلت، ثم قام بتفتيشي وأجبرني على خلع ملابسي، وقيد يدي برباط بلاستيكي بقوة، وشعرت ببرد شديد.
ثم اقتادني جندي آخر إلى خلف تلة ترابية وأعطاني بلوزة وبنطال خفيفين، ثم أجبرني على الجلوس أرضاً، وضربني بيداه على أنحاء متفرقة من جسدي، وشتمني بألفاظ نابية، واستمر ذلك لحوالي (4) ساعات تقريبا بشكل متقطع. سمعت أصوات ضرب بجانبي يبدو أنها لمعتقلين مثلي، ثم عصبوا عيناي واقتادوني عبر وسيلة نقل، سارت لمسافة تقدر بحوالي الساعة تقريباً.
أنزلوني بعد ذلك منها، واقتادوني مشياً على الأقدام، وشاهدت من تحت العصبة أنني أدخل إلى غرفة، وأعطاني جندي غطاء خفيف، ومكثت في هذا المكان ولم أستطع النوم يومها بسبب البرد الشديد.
وعند حوالي الساعة 5:00 من فجر اليوم التالي تم إجباري على الجلوس أرضاً، وقدموا لي طعام خفيف لم يكفيني، واستمر تواجدي في المكان لمدة 24 يوم تقريبا، دون أن يتم التحقيق معي.
بعد ذلك جرى التحقيق معي لمدة ساعة تقريبا، وكان يتخلل ذلك ضربي بقبضة اليد على أنحاء متفرقة من جسدي وخاصة صدري ووجهي، وسألني عن أماكن إطلاق الصواريخ وعن نشاط حركة حماس، وأنا لم أكن أعرف شيئاً. وفي اليوم التالي تم إجباري على التوقيع على محضر أقوالي. ثم اقتادوني بواسطة حافلة (باص) مع مجموعة معتقلين- سارت بنا لمدة نصف ساعة تقريباً، ثم نزلت منه إلى موقع وقام حوالي 6 جنود بالاعتداء علي بالضرب بأيديهم وأرجلهم على أنحاء متفرقة من جسدي لمدة 15 دقيقة تقريباً، وضربني أحدهم بقدمه على وجهي، فشعرت بألم شديد في فكي الأيمن، ثم عرضوني على طبيب بشكل سريع وظاهري لم يعطيني علاج.
ثم نقلوني بواسطة حافلة (باص) إلى سجن النقب، ووضعوني في غرفة، وكنت أتعرض للضرب لمدة 15 دقيقة تقريبا بالأيدي. استمر ذلك لمدة 12 يوم تقريبا، لم أرالشمس خلالها. وكنت استحم وأشرب من مياه غير نظيفة، وأرقد على البلاط.
ثم نقلوني إلى خيمة مكثت بداخلها لمدة 18 يوم تقريبا. بعد ذلك نقلوني عند حوالي الساعة 3:00 فجراً بواسطة حافلة (باص) سارت بنا حوالي 4 ساعات تقريبا، حتى وصلنا إلى معبر كرم أبو سالم، حيث تم الإفراج عني برفقة حوالي 150 معتقل.
حينها طلبوا منا الركض وعدم المشي، ومن لا يفعل ذلك سوف يتم إطلاق النار عليه، وبعد أن دخلت المناطق الفلسطينية شرق محافظة رفح، تم استقبالنا من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي قدمت لنا غطاء وطعام. ثم بدأت بالبحث عن عائلتي التي تركتها لحظة اعتقالي، وتبين أنها نزحت إلى خيمة بمنطقة تل السلطان غرب محافظة رفح، بعد ذلك بدأت رحلت معاناتي في توفير الطعام والشراب الشحيحين لعائلتي".
تاريخ أخذ الإفادة: 3 فبراير/شباط 2024