عنف السجون

    

 عنف السجون

يتعرض الأسرى الفلسطينيون لأشدّ درجات التعذيب والمعاملة المهينة واللاإنسانية داخل السجون الإسرائيلية، وتتجلى هذه الانتهاكات بوضوح في معاملة الأسرى المرضى والجرحى والمضربين عن الطعام، إضافة إلى ما يتعرّض له الأسرى الأصحاء من سوء معاملة وتعذيب. ويُعد التعذيب والمعاملة اللاإنسانيّة سياسة قديمة تستخدمها دولة الاحتلال مع الأسرى، حيث سجلت الحركة الأسيرة عدداً من الأسرى الذين تعرضوا للتحقيق العسكري، والذي سبب لهم أمراضاً و/أو إعاقات، و/أو تسبّب في استشهادهم، إلى جانب القوة المفرطة التي تستخدمها وحدات السجن، أو الوحدات الخاصة أثناء اقتحام أقسام السجون التي تؤدّي إلى وقوع إصابات، أو استشهاد بعض الأسرى. وعلى الرغم من أنّ هذا العنف هو سياسة ممتدّة، لكن بعد السابع من أكتوبر، شنّت مصلحة السجون هجوماً غير مسبوق على الأسرى في السجون الإسرائيلية كافة، واجتمعت سياسات عدّة لتجعل السجون أماكن لموت الأسرى الفلسطينيين؛ حيث برزت سياسة الاعتداءات الجسديّة من خلال الضرب المبرح بالعصي والهراوات، واستخدام قنابل الغاز أثناء اقتحامات الغرف الاعتقالية، أو أثناء عمليات الفحص الأمني، أو ما يعرف بالعدد، حيث صرح عدد كبير من الأسرى في مختلف السجون بتعرضهم للضرب الشديد على يد وحدات السجن أو الوحدات الخاصة، وصاحب هذه الاعتداءات حرمان الأسرى من الحصول على أية رعاية طبية، أو نقلهم إلى عيادات السجون؛ الأمر الذي أدى في كثير من الحالات إلى ترك السجين أرضاً ينزف دماً لساعات طويلة، أو يعاني من آثار الإصابات، وأسهم ذلك في سقوط مجموعة من الشهداء خلال العام.