سامي خليلي (41 عاماً)، من سكان نابلس

  

بتسيلم - 29/3/2024

اعتُقلت في 10.2.2003 وحُكم عليّ بالسّجن لمدّة 22 عاماً بتُهم أمنيّة. انتهت عُقوبة سجني في 8.2.24. خلال سنوات سجني نقّلوني بين سُجون كثيرة: سجن عسقلان (شِكما)، سجن شطّة، الجلبوع، مجيدو، "إيشل"، "رامون"، "كيدار"، "هداريم" و"كتسيعوت" (النقب). رأيت أشياء كثيرة.

حتى الحرب كنت مُحتجزاً في خيام في سجن النقب (كتسيعوت) وكان الوضع هناك معقولاً. بعد اندلاع الحرب، في 15.10.23، نقلوني وجميع الأسرى الآخرين إلى زنازين وهناك بدأت معاناتنا. كنا حوالي 1,050 أسيرًا منتسبين إلى حركتي حماس وفتح. نقلوني إلى قسم فيه نحو 110 أسرى. في السّادسة من صباح ذلك اليوم سمعنا صرخات أسرى في أقسام أخرى. كان الصّوت كأنّما تُرتكب بحقّهم مذبحة! لم نعرف مثل هذه الأمور من قبل. كان الأسرى في قسمنا يبكون من شدّة الخوف، ظنّاً منهم أنّ هذا قد يحدث لهُم أيضاً. كان هناك أسرى يجلسون في زاوية الخيمة ويبكون.

كان الأسرى في قسمنا يبكون من شدّة الخوف، ظنّاً منهم أنّ هذا قد يحدث لهُم أيضاً

سمعت السجّانين يشتمون الأسرى وأمّهاتهم وأخواتهم. سمعت أسرى يتوسّلون إلى السجّانين أن يتوقّفوا. كانوا يصرخون "خلص! منشان ألله خلص!"..

بعد مضيّ ثلاث ساعات على مداهمة الأقسام الأخرى جاء السجّانون إلى قسمنا وأخذوا يُخلونه. جلبوا قوّات تعزيز من وحدات خارج السّجن (جفعاتي، يمام، دْرور، متسادا، ويماز) فانقضّ عناصر تلك الوحدات على الأقسام مدجّجين بالسّلاح الناريّ. أخرجنا عناصر القوّات من الزنازين وانهالوا علينا ضرباً. أخذوا جميع أغراضنا، بما فيها على سبيل المثال رسائل من والدتي التي كانت قد توفيت في تلك الأثناء ووثائق ومقالات كانت بحوزتي لأنني كنت أدرس في السجن لنيل اللقب الثاني. كما قاموا أيضًا بسكب ما كان لدينا من موادّ غذائيّة - زيت قلي، زيت زيتون، توابل. وأجبرونا على المشي وظهورنا محنيّة إلى أسفل وكأننا ننحني لنرفع شيئًا ما عن الأرض. وقد كبّلوا لنا أيدينا. لم أفهم ذلك في البداية، لكنهم أرادوا منا أن نقاوم، على ما يبدو، لكي تكون لديهم حجة للاعتداء علينا.

أمسك اثنان من عناصر الوحدات يديّ من الخلف وركضا بي نحو 50 متراً، وطوال هذه المسافة كان من حولنا سجّانون وعناصر من الوحدات يضربوننا بالعصيّ. بالكاد استطعت أن أمشي، وشعرتُ بالغشيان من كثرة الضرب.

استمرّ الوضع هكذا حتى وصلت "البوسطة" (حافلة نقل الأسرى). كان الباب مفتوحاً نصف فتحة، بعرض 25 سم تقريباً. كانوا يحثّوننا على الصّعود إلى "البوسطة" وسجّان يضرب كلّ أسير أثناء محاولته زجّ جسمه للدّخول من خلال الفتحة الضيّقة. شاهدته يضرب الأسرى الذين صعدوا قبلي فقمت بإدخال كتفيّ أوّلاً. وهكذا، فعندما ضربني السجّان لم يظفر برأسي على الأقلّ.

كان بعض الأسرى ينزفون من جرّاء الضرب، ومن بينهم شخص مُسنّ من مخيّم بلاطة للّاجئين يبلغ من العمر نحو 60 عامًا. رأيته يبكي من الألم وجرّاء ما تعرّض له من إهانات وإذلال.

حافة "البوسطة" تتسع لـ25 أسيراً في كلّ جانب، أي أنّها تتّسع لنحو 50 أسيراً، لكنّهم حشرونا في داخلها نحو 100 أسير مكوّمين فوق بعضنا البعض.

فانقضوا عليّ وأعادوني إلى داخل "البوسطة" وانهال عليّ جميعهم بالضرب بالعصي

وصلنا إلى القسم ج. كانت هذه مصيبة. أجبرونا مرّة أخرى على الخروج من "البوسطة" بالطريقة نفسها - المرور عبر الفتحة الضيّقة وضربنا بهراوات خشبيّة كبيرة. كان هناك سجّانون كثيرون يضربوننا، وقد تعمّدوا إيقاع عدد من الأسرى على الأرض. لاحقاً، التقيت داخل القسم اثنين من الأسرى الذين أوقعوهم. لم يكن في جسميهما موضع لا ينزف دماً. كان الدّم يسيل من كلّ مكان في جسميهما، حقًا. وهناك أسير آخر من طوباس كسروا يده اليُمنى. أنا واثنان آخران كنا آخر من خرج من "البوسطة". فقد كانوا كلّما جاء دوري لأخرج يختارون أسيراً آخر. وعندما أشار لي أحد السجّانين أن أتقدّم، وجدتُ صعوبة بالغة في المُرور عبر الفتحة لأنني كنت منحني الظهر بشدة، تنفيذًا لتعليماتهم. سمعت أحدهم يقول بالعبريّة (التي أفهمها جيدًا) "اقتله"، فانقضوا عليّ وأعادوني إلى داخل "البوسطة" وانهال عليّ جميعهم بالضرب بالعصي. حاولت أن أحمي نفسي بيديّ فقال أحد السجّانين، بضع مرات، إنّني أرفع يدي لأنني أريد أن أعتدي عليه. أدركت أنّهم يريدون أن أحاول ضرب أحدهم لكي يتمكنوا من ضربي أكثر، لكنّني كنت حذراً ولم آت بأيّ ردّ فعل.

استمرّ الضرب بضع دقائق، إلى أن وصلنا غرفة الانتظار. أدخلونا إلى الغرفة 15-16 أسيراً فارتمينا جميعاً على الأرضيّة والدّماء تنزف منّا. كانت الغرفة باردة جدّاً. من هناك كانوا ينادون بأسمائنا واحداً تلو الآخر وكان علينا أن نسير منحني الرّؤوس وأيدينا مرفوعة إلى فوق.

اقتادونا إلى غرفة بُعثِرَت فيها الكثير من الملابس، الأحذية، الخواتم وساعات اليد. عرّونا تماماً، حتى السّروال الداخليّ، وفتّشوا أجسادنا بواسطة جهاز يدويّ لكشف المعادن. أجبرونا أن نفتح أرجلنا ونقرفص. بعد ذلك راحوا يضربوننا بالجهاز على أعضائنا الحسّاسة، ضربات سريعة ودون توقّف. بعد ذلك أمرونا بأن نؤدّي تحيّة لعلم إسرائيل الذي كان معلّقاً على الحائط.

عندما أمرني أحدهم أن أحيّي العلم رفضت. عندئذٍ ضربني اثنان من عناصر وحدة "كيتر" على كلّ أنحاء جسمي. ضمن ذلك ركل أحدهما بطني برُكبته. سقطتُ أرضاً وتقيّأت وعندها ركل الثاني موضعاً حسّاساً في جسمي وقد عانيت من آلام فظيعة. بعد ذلك ببضع دقائق، وبينما كنت لا أزال منبطحًا على الأرض، حضر شخص من عناصر وحدة "كيتر" وسألني ما الذي حدث ليدي. قلت ه إنهم هم الذين فعلوا ذلك فردّ بأنني ربما ارتطمتُ بالحائط. لكنني أصرّيت على أنهم هم الذين فعلوا ذلك.

عندما أوقفوا الضرب أخذت أرتدي ملابسي، لكن أحد السجّانين كان يضربني كلّما ارتديت قطعة ثياب أخرى. وحين ارتديت المعطف سألني إن كانت الضربات التي تلقيتها كافية لي.

عندما أوقفوا الضرب أخذت أرتدي ملابسي، لكن أحد السجّانين كان يضربني كلّما ارتديت قطعة ثياب أخرى

بعد ذلك أخرجوني واقتادوني في اتجاه الزنازين، مسافة نحو 150 متراً، وكانوا يجبرونني على حني رأسي طوال الطريق، ضربوني وشمتموني. عندما وصلنا إلى الزنزانة كان في داخلها 11 أسيراً وكنت أنا الأخير. كان الدّم ينزف من يدي اليمنى، التي كانت متورمة ولم أستطع تحريكها.

إضافة إلى الإصابة في اليد كانت لديّ شروخ في ضلعين. هذا ما تبيّن من صور الأشعّة التي أجريت لي في المستشفى بعد إطلاق سراحي. لم أتلقّ أي علاج في السّجن بالطبع، ومرة واحدة فقط حضر مُسعف وحين أبلغه الأسرى بأنني بحاجة إلى علاج، ناداني إلى الباب، صوّرني وأعطاني قرص "أكامول". كانت تلك المرة الوحيدة التي تلقيت فيها أي علاج.

عانيت من أوجاع شديدة. لم أكن قادراً على الجلوس أو النوم لأنّ كلّ موضع في ظهري كان يؤلمني. كان معنا في الزنزانة شابّ من رام الله تعرّض هو أيضاً لضرب شديد، أمّا البقيّة فقد كان حالهم أفضل قليلاً من حال كلينا.

حشرونا، 11 أسيراً، في زنزانة تتّسع لأربعة، ولم تحتو على شيء سوى فرشات وبطّانيّة واحدة لكلّ أسير. كان أربعة أسرى ينامون على أسرّة والسّبعة الآخرون على الأرض. لم يكن في الزنزانة أيّ شيء ممّا كان في حوزتنا من قبل: بلاطة تسخين، سكّر، قهوة، سجائر، موادّ تنظيف، "شامبو"، محارم ورق، معجون أسنان، ماء ساخن. كذلك أغلقوا "الكانتينة" فلم يكن بإمكاننا شراء أي شيء. إضافة إلى ذلك، أغلقوا أيضاً غرفة الغسيل وغرفة الطعام. بقينا بلا شيء تماماً. بعد مضيّ أسبوع جلبوا لنا "شامبو" - نصف كأس صغيرة لكلّ زنزانة. كان كلّ أسير منّا يستحمّ بنقطة واحدة من "الشامبو".

كانت النوافذ دون درْفات الزّجاج. فقد أزالتها إدارة السّجن ولم يكن ممكناً إغلاق النوافذ. كان البرد شديداً لدرجة لم أشعُر بها من قبل طيلة حياتي. لقد حدثت حروق برد في أصابع يديّ ورجليّ. كانت أصابعي صلبة كالصّخر ومشقّقة وزرقاء. لكن وضعها تحسّن كثيراً منذ إطلاق سراحي.

عانيت من أمراض جلدية - جرب والتهاب شديد في الجلد. تألّمت كثيراً ولم أحصل على أيّ علاج. كنت أستحمّ بالماء البارد لكي أخفّف الألم ثمّ أبقى بدون ملابس إلى أن يجفّ جسمي، إذ لم تكن لدينا مناشف. كذلك لم تكن لدينا ملابس سوى التي نرتديها فلم نتمكّن من تغيير ملابسنا أو غسلها كما ينبغي. بقيت طوال الوقت بالملابس نفسها. كانوا يُجرون تفتيشاً كلّ يوم وإذا عثروا على قطعة ملابس إضافيّة صادروها. كذلك كانوا يُجرون تفتيشاً عشوائيّا في ساعات اللّيل ويأخذون أيّ شيء يعثرون عليه. أحد الأسرى بقي بالملابس نفسها طيلة 51 يوماً. أحياناً كنّا نغسل قطعة ملابس واحدة من التي نرتديها ولا نغسل البقيّة لكيلا نبقى عُراة. كثيراً ما كنّا نضطرّ إلى ارتداء الملابس وهي رطبة، حتى لا يُصادروها، وقد سبّب هذا مشاكل صحيّة، مثل انتشار الفطريّات.

كان ممنوعاً حتى أن نحلق الذقن وشعر الرأس. ذات مرّة، خلال شهر كانون الأوّل، جلبوا ماكينة حلاقة ثمّ عادوا وأخذوها.

كما تغيرت طريقة العدّ أيضاً: صاروا يُجبروننا على أن نركع ورأسنا منحنٍ وأيدينا فوق الرأس. من رفع رأسه عرّض نفسه للضرب

كما تغيرت طريقة العدّ أيضاً: صاروا يُجبروننا على أن نركع ورأسنا منحنٍ وأيدينا فوق الرأس. من رفع رأسه عرّض نفسه للضرب. كانوا يُجرون العدد ثلاث مرّات في اليوم. في عدّ الصباح والظهر كان على الأسرى أن يقفوا ووجوههُم نحو الحائط، وفي عدّ المغرب كان علينا أن نقف ووجوهُنا تقابل السجّانين. كلّ عمليّة عدّ كانت فرصة للتنكيل بالأسرى. إضافة إلى السجّانين، كان يقتحم الزنازين في كلّ عدّ نحو 30 من عناصر وحدة "كيتر" (قوة الردّ الأولي/ السريع) التابعة لسُلطة السّجون.

كلّما طلبت دواءً أو علاجاً عاقبوني بنقلي إلى قسم آخر. أحياناً كنت أمكث في القسم 4-5 أيّام فقط. وبالطبع، كلّ نقل كان يشمل الضرب أيضًا. كانوا يأخذونني إلى منطقة لا ترصدها كاميرات المُراقبة ويضربونني هناك. في عدد من المرّات ضربوني أمام باب العيادة. لكنّ ضرب الأسرى أثناء نقلهم خفّ قليلاً بعد أيّام من قتلهم ثائر أبو عصب. ذات مرّة، عندما وصلتُ أخيراً إلى العيادة - وكانت مرّة واحدة لم تتكرّر - أعطتني الطبيبة مرهماً لمعالجة مشاكل الجلد ولكن بكميّة لم تكف لكلّ جسمي. بعد ذلك كنت أتلقّى المرهم مرّة كلّ أسبوع، ودائماً بكميّة لا تكفي.

بخُصوص الطعام - كانت الكميّات قليلة جدّا. 3 ملاعق أرزّ، 3-4 حبّات فاصولياء، قطعتا خيار، نصف جزرة، بيضة مرّتان في الأسبوع، قطعة سجق ثلاث مرّات في الأسبوع. كميّة الطعام التي كان يحصل عليها الأسير طوال اليوم لم تكن تكفي حتى كوجبة واحدة في الأوضاع العاديّة. كنّا نظلّ جائعين طوال الوقت. كذلك أجبرت إدارة السّجن أحد الأسرى أن يوزّع الطعام على القسم، لكي تنشأ توتّرات وخلافات بيننا، وبالفعل حصلت خلافات كثيرة بيننا حول الطعام.

وكانوا أيضًا يستغلون اللّقاء مع محامٍ لكي يعاقبونا. مثلاً، لكي يُصادروا منّا ملابس إضافيّة. أحد الأسرى، من نابلس، ذهب ليقابل المحامي مرتدياً قميصًا بأكمام قصيرة وبنطالاً قصيراً ومن فوقهما قميصاً بأكمام طويلة وبنطالاً طويلاً فصادروا منه الملابس الطويلة. عاد إلى الزنزانة بالملابس القصيرة وقد عانى مدّة طويلة من البرد لأنّه لم يملك ملابس أخرى يرتديها كطبقة ثانية.

كذلك كانوا يضربون الأسرى ويشتمونهُم ويذلّونهُم في الطريق إلى مقابلة المُحامي. وقد حدث أن تخلّى أسرى عن المقابلة لكي يتجنّبوا الإذلال والشتم والضرب ومصادرة ملابسهم.

في القسم المُقابل كان هناك أسرى من حماس، وقد رأيت السجّانين يُجبرونهم على شتم أنفسهم وأمّهاتهم وأخواتهم، وكذلك أبو مازن والسّنوار. قال لنا أحد السجّانين إنّه منذ الحرب في غزّة لا وُجود لقانون وأنّنا الآن بمثابة داعش.

أخذوا منّا كلّ شيء، حتى السّجائر. وكانت هناك أغراض بقيمة مئات آلاف الشوقل كان الأسرى قد اقتنوها: سجائر بكميّات كبيرة، موادّ تنظيف، عُطور، أطعمة معلّبة من جميع الأنواع، باستا، ماكينات حلاقة، ساعات، أحذية وغيرها. أنا أعرف هذه الأمور لأنني كنتُ ممثلًا عن الأسرى وكنتُ مطلعاً على جميع الحسابات.

لكي يمنعونا من النوم كانوا يُسمعون عبر مكبّرات الصّوت وطوال ساعات صُراخاً وشتائم وأنواعًا مختلفة من الصفير والخشخشة المُزعجة، وحتى النشيد الوطني الإسرائيليّ. استمرّ الوضع على هذا الحال حتى كانون الأوّل 2023 ثمّ توقّفوا عن ذلك. كانت الإنارة في الزنازين تعمل طوال اللّيل وهذا أيضاً كان يصعّب علينا النوم. بعد ذلك، في كانون الثاني 2024، قطعوا الكهرباء تماماً فصارت الزنازين شبه مُعتمة نهاراً وغارقة في ظلام دامس ليلاً.

المياه الجارية كانت تتوفّر داخل الزنزانة لمدّة ساعة واحدة فقط في اليوم. كنّا نضطرّ إلى ملء أكياس القمامة بالماء لكي نستخدمها للشرب في بقيّة ساعات اليوم وحين كانوا يعثرون عليها كانوا يثقبونها ويفرغونها.

هذه هي الفترة الأسوأ في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينيّة داخل سجون إسرائيل. لقد جرّدوا الأسرى من جميع حقوقهم

كنّا جميعًا في حالة نفسيّة سيّئة. كان همّنا الوحيد البقاء وسلامة أجسادنا. لم يشغلنا شيء سوى التوق لسماع أخبار عن انتهاء الحرب والتوصّل إلى صفقة تبادُل أسرى. ولكن لم نحصل على أيّة معلومات من الخارج حيث كنّا بدون تلفزيون وراديو أو أيّ مصدر نستقي منه الأخبار. عندما كنّا نسأل السجّانين كان الردّ مزيداً من الضرب والإهانة والتنكيل.

أطلق سراحي في بداية شهر شباط. من تاريخ 7.10.23 حتى إطلاق سراحي فقدت من وزني أكثر من 20 كغم. بعد إطلاق سراحي أجريت لي صور أشعّة في المستشفى تبيّن منها وُجود شرخ في اثنين من أضلُعي. تبيّن أيضاً أنّ المرهم الذي أعطوني إيّاه في السّجن لمعالجة مشاكل الجلد لم يكن ملائماً بتاتاً، وما زلت أتلقّى العلاج حتى اليوم.

إن كان قد أطلق سراحي أنا، فهناك آلاف الأسرى الذين ما زالوا يعانون جدًا داخل السّجون. هذه هي الفترة الأسوأ في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينيّة داخل سجون إسرائيل. لقد جرّدوا الأسرى من جميع حقوقهم، حرموهُم من كلّ شيء فباتوا معرَّضين لكلّ أنواع الانتهاكات ومعزولين تماماً. حتى الزيارات العائليّة تم إلغاؤها تماماً منذ بدء الحرب. كان العزل تامّاً ومُحْكماً.

- سجّلت الإفادة باحثة بتسيلم الميدانيّة سلمى الدّبعي في 29.3.24