موسى عاصي (58 عامًا)، متزوّج وأب لخمسة، من سكّان بيت لقيا، رام الله

  

بتسيلم 31/3/2024

أنا عاطل عن العمل وأرتزقُ من تربية الطيور ومن أعمال خفيفة أشتغلها من حين إلى آخر. أعاني من مشاكل صحّيّة كثيرة، بعضها إثر اعتقالات سابقة لدى إسرائيل. أعاني من نقص سكّر الدم والقَرحَة وارتفاع ضغط الدم وقد خضعتُ لعمليّتين جراحيّتين: جراحة الانزلاق الغضروفي (الديسك) في الظهر عام 2010 وجراحة الغضروف المفصليّ في الركبة عام 2000، وذلك في أعقاب ضربة تلقّيتُها من جنديّ. منذ الانتفاضة الأولى عام 1988 حتّى تشرين الأوّل 2023 اعتُقلتُ 6 مرّات ومكثتُ في المعتقل ما مجموعه 3,5 سنوات. كلّ الاعتقالات التي تعرضتُ لها في السجون الإسرائيليّة لا تُقارَن بالاعتقال الأخير - بعد 7 تشرين الأوّل 2023.

موسى عاصي بعد إطلاق سراحه. صورة قدمها الشاهد مشكوراً\

في يوم 19.10.23، عند الساعة 2:15 بعد منتصف الليل، حضر نحو 30-40 جنديًّا إلى منزلي. في البداية حاولوا اقتلاع باب المنزل، لكن قبل أن يتمكّنوا من فعل ذلك فتحتُ الباب لهم. ما إن فتحتُ الباب حتّى سألني الضابط مباشرة إذا كنتُ أنتمي إلى حماس، وقبل أن أتمكّن من الردّ عليه قال: "العائلة كلّها حماس". بعد ذلك لكمني على فمي فجأةً، فنزفت شفتاي. عندما بصقتُ الدم، صرخ: "لماذا تبصق"، ولكمني هو وجنديّان آخران مرّة أخرى. أجبتُه: "بصقت الدم، الدم يسيل من شفتيّ". بعد ذلك قامت مجموعة من الجنود بالاعتداء على ابني سيف الدين (24 عامًا)، دون أيّ سبب. ضربوه ضربًا مبرّحًا ببنادقهم وبقبضاتهم وركلوه بينما كان بعضُهم يمسك به. سمعتُه يصرخ.

عندما رأتهم زوجتي وهم يضربونني حاولت التدخّل وطلب المساعدة أيضًا، فدفعها الجنود إلى داخل إحدى الغرف وأغلقوا عليها هناك. بعد ذلك أخذوا هويّتي وهويّة سيف. أخذوني إلى مدخل المنزل، ألقوني على الأرض ثمّ قيّدوا يدَيّ بقيود بلاستيكيّة من الأمام. غطّوا عينيَّ بقميص أخذوه من المنزل وربطوه بإحكام شديد على عينيَّ، بطريقة مؤلمة. قلتُ لهم إنّني أعاني من انزلاق غضروفيّ في ظهري وخضعتُ لعمليّة جراحيّة في الركبة، فقاموا بضربي عمدًا في المناطق التي ذكرتُها.

ضربوا أيّ شخص جرؤَ على مجادلتهم وشتمونا. أبلغونا بأنّه لن تكون هناك رحمة

بعد نحو 30 دقيقة من التفتيش في الشقّة والعنف، دون إبراز أمر تفتيش أو توضيح أيّ شيء، أخذوني أنا وسيف. كما اعتقلوا شخصين آخرين من الحيّ واقتادونا جميعًا سيرًا على الأقدام باتّجاه حديقة عامّة في القرية تقع على بُعد نحو كيلومتر واحد عن منزلي. طوال الطريق نكّلوا بنا – ضرب، دفع، شتائم وإهانات، وهمس أحد الجنود في أذني: "سوف أركبك". وعندما قلتُ له "اركبْ حالك" اشتدّت ضرباته. كان ذلك عندما كنّا على بُعد نحو 200 متر عن الحديقة العامّة. ضربني بسبطانة بندقيّته على خصري 4-5 مرّات، وقام جنود آخرون بضربي بقبضات أيديهم، خصوصًا في منطقة الكليتين. فقدتُ الوعي وسقطتُ على الأرض. بعد ذلك ببضع لحظات، استيقظتُ على صوت جنديّة صرختْ عليهم وقالت لهم أن يرفعوني. في البداية حاولوا رفعي، لكنّني لم أتمكّن من الوقوف على رِجليَّ. فسحبوني بيديَّ ورِجليَّ ورأسي مائل إلى الخلف. ركضوا معي بهذا الشكل ثمّ دفعوني على أرضيّة مركبة "خنزيرة" (ناقلة جند مدرَّعة). كان جسمي كلّه خائرًا وشعرتُ بآلام شديدة.

في تلك الأثناء سمعتُ ابني سيف يصرخ فأدركتُ أنّهم يضربونه. نادى مُستغيثًا وصرخ من الألم. بقينا هناك لمدّة ساعة تقريبًا واستمرّوا طوال الوقت في جلب المزيد من الناس. في النهاية أصبحنا نحو 25 معتقلًا. أدخلونا جميعًا في مركبات عسكريّة وسافرنا من هناك في قافلة. توجّهنا إلى معسكر الجيش الذي في منطقة بيت عور الفوقا، مسافة 8 كيلومترات، وطوال الطريق كان الجنود يركلونني على ظهري، وعندما استلقيتُ على بطني كان أحد الجنود يسأل طوال الوقت بالعبريّة، التي أفهمها: "أما زال يتنفّس؟"، وأجابوا هم: "نعم". شعرتُ بألم شديد وتوسّلتُ إليهم أن يتوقّفوا، لكنّهم كانوا عديمي الرحمة وواصلوا ما يقومون به.

عندما وصلنا إلى المعسكر أنزلونا وأمرونا بالركوع على الحصى. كانت الساعة قرابة 4:00 أو 4:30 فجرًا. صرخ الجنود علينا هناك بأنّنا حماس، مجرمون، داعش. ضربوا أيّ شخص جرؤَ على مجادلتهم وشتمونا. أبلغونا بأنّه لن تكون هناك رحمة.

أدركتُ منذ اللحظة الأولى أنّ هذا سيكون اعتقالًا مختلفًا. في الساعة 5:00 فجرًا أصعدونا إلى حافلة وأجلسونا على الأرضيّة. صعد الجنود وجلسوا على المقاعد. أخذونا إلى سجن "عوفر"، وطوال مدّة السفر كانوا يشتموننا ويُهينوننا. أنزلونا في "عوفر" وأعيننا معصوبة وأيدينا مقيّدة؛ أخذونا إلى الساحة وأجلسونا على الأرض. بعد ذلك حضر طبيب لرؤيتنا، لكنّه لم يفعل أيّ شيء، قام بملء نماذج فقط، أي كان ذلك مجرّد مسألة شكليّة. استمرّ ذلك حتّى الساعة 15:00 أو 16:00. طوال هذا الوقت لم يُقدِّموا لنا طعامًا أو شرابًا، ولم يسمحوا لنا بالذهاب إلى المرحاض. كلّ مَن طلب شيئًا – ضربوه. بعد ذلك أصعدونا الى الحافلة مرّة أخرى، وهذه المرّة أجلسونا على المقاعد. أخذونا إلى معتقل "عتصيون" وأنزلونا في الساحة. تمكّنتُ من رؤية ما يكفي من تحت عصابة العينين للتعرّف على المكان. بقينا هناك في الساحة حتّى الساعة 22:00 ليلًا. كنتُ أعاني من تقلّصات شرجيّة وآلام شديدة. لاحقًا، أصبتُ بالبواسير نتيجة لذلك.

بعد ذلك قسَّمونا إلى مجموعات، أزالوا عنّا عصابات الأعين والأصفاد وأدخلونا، واحدًا تلو الآخر، إلى غرفة كان فيها 2-3 جنود قاموا بتجريدنا من ملابسنا وبتفتيشنا ونحن عراة بأجهزة. ثمّ أدخلونا إلى زنازين الاعتقال. كانت الزنازين مكتظّة جدًّا. ففي زنزانة مساحتها 5×2.5 متر، والتي تكفي لـ 8 معتقلين كحدّ أقصى، أدخلوا 12 أو 14 معتقلًا؛ في غرفة كهذه يوجد 3 - 5 أسرَّة حديديّة، وينام باقي المعتقلين على الأرض، على فرشة رفيعة جدًّا ومن دون بطانيّة. المرحاض موجود داخل زنزانة الاعتقال وله بطانيّة ذات رائحة كريهة جدًّا بدلًا من باب.

عندما أدخلونا إلى الزنازين كان ذلك في يوم الخميس الساعة 22:00 ليلًا، وحتّى صباح السبت لم نتلقَّ سوى وجبة واحدة - وعاء من السباغيتي لكلّ المعتقلين الـ 120، وكان علينا أن نأكلها بأيدينا. وضعوا الوعاء في الساحة وفي كلّ مرّة كانوا يخرجون إلى هناك مجموعة مختلفة لتأكل منه. في يوم السبت، الساعة 9:00، أخرجونا من الزنازين إلى الردهة، نحو 70 معتقلًا، عصبوا أعيننا مرّة أخرى بقطَع من القماش، وقيّدوا أيدينا بأصفاد بلاستيكيّة، قسمٌ منّا قيّدوه إلى الخلف، وقسم آخر إلى الأمام. قيّدوا يديَّ أنا إلى الأمام. بعد ساعة عادوا ونقلونا إلى معسكر "عوفر" بمرافقة وحدة "نحشون" المسؤولة عن نقل المعتقلين. شتمونا طوال الطريق كلّها. عندما وصلنا إلى سجن "عوفر" خضعنا لإجراءات استيعاب في المعتقل، والتي تشمل الفحص الطبي والتفتيش العاري بجهاز الفحص. أعطونا ملابس السجن. خلال هذه الإجراءات كلّها كان السجّانون يضربوننا ويُهينوننا بدون أيّ سبب.

في الساعة 16:00 أدخلوني إلى زنزانة في القسم 24، الذي فيه 20 زنزانة. في كلّ زنزانة 4 أسرّة حديديّة من طابقين، أي أنّ الزنازين مخصّصة لـ 8 معتقلين، لكنّهم وضعوا في كلّ زنزانة 12-14 معتقلًا، وبالتالي نام الباقون على الأرض. كانت الزنزانة مكتظّة جدًّا، وفي بعض الأحيان كنّا ندوس الواحد على الآخر، لأنّه لم يكن هناك مكان لوضع أقدامنا فيه. إذا ذهبتَ إلى المرحاض فأغلب الظنّ أنّك ستدوس على شخص نائم في الطريق إلى هناك. مكثتُ في هذه الزنزانة أسبوعين لم أستحمّ خلالهما إلّا مرّة واحدة، وبمياه فاترة.

أحضروا القليل جدًّا من الطعام. أعطوا 12 شخصًا كمّيّة يمكن أن تكفي لـ 4. لم يكن هناك سوى وجبتين في اليوم. الأولى في الساعة 12:00 ظهرًا والثانية في الساعة 16:00 بعد الظهر. كان الاختلاف عن فترات سابقة في السجن بارزًا: الطعام لم يعد كما كان من قبل، لم نستطع الشراء من "الكانتينة"، ولم يخرجونا إلى الساحة على الإطلاق. احتجزونا طوال الوقت في زنزانة مساحتها 5×2.5 متر والمرحاض موجود في داخلها، بحيث كان من المستحيل حتّى السير فيها. لم نحصل على قهوة أو شاي أو فاكهة. حصلنا على قطعة لحوم واحدة فقط في الأسبوع، مرّة نقانق ومرّة أخرى ​​"شنيتسل".

كانوا يأخذون كلّ من يجرؤ على التحرّك إلى زنزانة انفراديّة، وهناك كانوا يضربونه ويقيّدونه في وضعيّة "الشبح" على كرسيّ ويداه خلف ظهره

كانت المعاملة سيّئة جدًّا، طوال الوقت صراخ وإهانات وشتائم من قبَل عناصر مسلحة السجون. كانوا يدخلون إلى الزنزانة 3 مرّات في اليوم، في الساعة 6:00 صباحًا، وفي الساعة 11:00، وفي الساعة 18:00 مساءً. كان الأمر مهينًا جدًّا. في كلّ مرّة كانوا يطلبون منّا الوقوف وكانوا يدخلون مدجّجين بالسلاح ومجهّزين بقنابل غازيّة. وكانوا يأخذون كلّ من يجرؤ على التحرّك إلى زنزانة انفراديّة، وهناك كانوا يضربونه ويقيّدونه في وضعيّة "الشبح" على كرسيّ ويداه خلف ظهره. لم تكن في الزنازين أيّة وسيلة لتمضية الوقت، كلّ شيء ممنوع، حتّى مسابح الصلاة صادروها. من ناحية التهوية، كان هناك شبّاك ولكنّه لم يكن كافيًا. مكثتُ في "عوفر" 12 يومًا تقريبًا، وطوال تلك الفترة لم يتمّ التحقيق معي ولم أحظ بأية زيارة، لا من محامٍ ولا من العائلة، ولم أرَ قاضيًا، لم يعرف أيٌّ من المعتقلين ما هي التهمة الموجّهة إليه، وكانوا جميعًا في حالة من التوتّر وعدم اليقين. لم نكن نعلم ماذا سيحلّ بنا وافترضنا أنّ إطلاق سراحنا متعلّق بتطوّر الحرب بين إسرائيل وقوى المقاومة في القطاع.

في 5 أو 6 تشرين الثاني 2023 أخرجوني من الزنزانة مع مجموعة من المعتقلين. كنّا نحو 70 معتقلًا ووزّعونا على زنازين مخصّصة عادةً لاستيعاب المعتقلين أو للإفراج عنهم، بمساحة 3×3 أمتار. هذه الزنازين بدون تهوية وفيها مرحاض ومقعد خرسانيّ يكفي لـ 4 أشخاص، وهي بالكاد تتّسع لـ 4-5 أشخاص، لكنّهم أدخلوا إلى كلّ زنزانة كهذه نحو 20 معتقلًا. وفي مرحلة ما قيّدوا يديَّ ونقلوني إلى زنزانة انتظار كان فيها 7 أشخاص آخرون. زنازين الانتظار هي مكان يتعرّض فيه المعتقلون للعنف، عادةً. قاموا بضرب المعتقلين في تلك الزنزانة بشكل وحشيّ وعشوائيّ. تعرّفتُ في هذه الزنزانة على هويّة أشخاص مألوفين، بضمنهم سياسيّون وإعلاميّون. لقد أهانوهم عمدًا.

انتظرنا في زنزانة الانتظار حتّى الساعة 14:00، ثمّ جمّعوا كلّ المعتقلين الذين كانوا يريدون نقلهم وأخذونا إلى الحافلات. وما حدث بعد ذلك كان صادمًا للغاية. فبمجرّد أن أخرجونا من الزنزانة أوقفونا في صفّ واحد، وقام عناصر سلطة السجون ووحدة "نحشون" بضربنا بوحشيّة بالبنادق والهراوات، ووجّهوا لنا اللكمات والركلات، وكان الأسوأ من ذلك كلّه عندما أتاحوا لكلابهم أن يهجموا علينا. صحيح أنّ الكلاب كان لديها طوق على أفواهها، ولكنّ ذلك كان مخيفًا جدًّا وخدشت وجوهنا وأيدينا بمخالبها.

قام عناصر سلطة السجون ووحدة "نحشون" بضربنا بوحشيّة بالبنادق والهراوات، ووجّهوا لنا اللكمات والركلات، وكان الأسوأ من ذلك كلّه عندما أتاحوا لكلابهم أن يهجموا علينا

تعرّضتُ أنا لثلاث خدوش عميقة، طول كلٍّ منها 4-5 سم، وعلى الرغم من مرور 5 أشهر عليها إلّا أنّه لا يزال بالإمكان رؤيتها ورؤية آثار الضرب الشديد على ظهري. قلتُ لضابط سلطة السجون إنّني مصاب بانزلاق غضروفيّ وإنّني خضعتُ لعمليّة جراحيّة في الماضي، على أمل أن يراعوني، لكنّه بدلًا من ذلك أمر عناصر وحدة "نحشون" الذين رافقونا إلى الحافلة بضربي بشكل خاصّ. ضربوني بقبضتي يديهم وبمرفقيهم في منطقة الظهر ووجّه لي أحدهم بمرفقيه وهو رجل ضخم الحجم ضربات قاسية بشكل خاصّ على ظهري، دون توقّف. كانت المسافة من زنزانة الانتظار إلى الحافلة 80 مترًا فقط، لكنّي أقسم أنّني لم أتعرّض في حياتي للضرب بهذه الطريقة.

وصلنا إلى الحافلة ونحن ننزف، وجلسنا هكذا ونحن ننزف على المقاعد طوال فترة السفر. كان ذلك منظرًا مروِّعًا. كان هناك لوح حديديّ يفصل بيننا وبينهم. أمرونا بحنْي رؤوسنا ولم يُسمَح لنا بالتكلّم أو بالتحرّك. أخذونا إلى سجن "نفحة". وصلنا عند غروب الشمس، وعندما أنزلونا من الحافلة ضربونا بوحشيّة مرّة أخرى. وكلّ من كانت يداه مربوطتين إلى الأمام ربطوهما إلى الخلف بعنف، بطريقة تؤدّي إلى خلع الأكتاف.

قسَّمونا وأدخلونا إلى الزنازين. في البداية أدخلوني إلى إحدى الزنازين وبعد أسبوع نقلوني إلى أخرى. كان فيها 4 أسرَّة مزدوجة، يمكنها أن تتّسع لـ 8 معتقلين، لكنّهم أدخلوا فيها 14 معتقلًا؛ كان الازدحام شديدًا جدًّا. كانت الزنازين مهملة للغاية ودون تهوية، وفيها رطوبة وبقّ كثير.

كانت المعاملة في سجن نفحة سيّئة جدًّا، وكذلك الطعام. كانوا يداهمون الزنازين نحو 5 مرّات في الأسبوع لقمع المعتقلين. كان يحدث ذلك بشكل فجائيّ دائمًا. كلّ مداهمة كانت تشمل: التفتيش الجسديّ وتفتيش الزنازين، ربط الأيدي والإخراج من الزنازين، الضرب، الإهانات والاستفزازات. كان ذلك منهكًا. كان العزل عن بقيّة العالم مُطلقًا. لم تكن هناك زيارات من العائلة أو من محامين، ولم يكن تلفزيون أو راديو أو ساعة في الزنازين، لذلك لم نكن نعرف كم الساعة حتّى. لم يكن هناك سوى بطانيّة واحدة لكلّ معتقل، وهذا لم يكن كافيًا. عندما كانوا يقرّرون معاقبة أحد ما، بغضّ النظر عن السبب، كانوا يعاقبون جميع المعتقلين في الزنزانة؛ على سبيل المثال، في أحد الأيّام قام شخص ما بتخريب كتابات قديمة كانت على حائط الزنزانة؛ فعاقبونا جميعًا بأخذ جميع بطانيّاتنا وفرشاتنا لمدّة 5-8 أيّام.

في أثناء وجودي في سجن "نفحة" علمتُ في جلسة محكمة شاركتُ فيها عبر الزوم (الحاسوب) أنّهم أصدروا بحقّي أمر اعتقال إداريّ لمدّة 6 أشهر. حضر الجلسة قاضٍ عسكريّ، ممثّل عن النيابة العامّة، محامٍ مثَّلني ومترجم. شاركتُ أنا عن بُعد، لكن لم تُتح لي فرصة التحدّث. المحامي فقط هو الذي تكلّم نيابة عنّي.

في 27.11.23 نقلوني إلى سجن النقب ("كتسيعوت") وهناك بدأت المعاناة الحقيقيّة. اعتقدتُ من قبل أنّ ما رأيتُه كان الأسوأ، لكن تبيّن لي أنّ ما ينتظرني أنا وسائر المعتقلين هناك - أكثر من 2,000 معتقل - هو على مستوى آخر. صادروا منّي كلّ شيء كان معي باستثناء لباسي الداخليّ، قميصي وبنطلوني. عندما وصلنا قامت وحدة "نحشون" أوّلًا بتسليمنا إلى وحدة "كيتر" (قوة الرد الأولي) التي أطلِق عليها بين المعتقلين لقب "وحدة الموت". مدير هذا السجن يسمح لنفسه بفعل ما يريد وهو يقول ذلك علنًا. قال لممثّلي المعتقلين: "سياستي هنا تختلف عن جميع السجون الأخرى، ويمكنني أن أفعل ما أريد". على سبيل المثال، أثناء العدد، كان علينا أن نستيقظ فورًا بمجرّد وصول الوحدة للعدّ، وهي تصل دون سابق إنذار؛ يطرقون الباب ويأمروننا على الفور بالركوع على ركبنا بطريقة مذلّة وبحني رؤوسنا ورفع أيدينا. طوال الوقت كان السجّانون يكرّرون ويقولون لنا: "أنتم الآن في "كيتر"، أنتم الآن في النقب"، بطريقة تهديديّة، واتّضحت نيّتهم منذ اللحظات الأولى لدخولنا إلى السجن، فقد أجروا لنا تفتيشًا عاريًا دقيقًا جدًّا ومصحوبًا بالكثير من الاستفزاز والشتائم والإهانات من جانبهم.

بعد ذلك أخذونا إلى مكتب "الشاباك"، وهناك سألوا كلّ معتقل عن التنظيم الذي ينتمي إليه. أنا لم أقل شيئًا، لكنّ المحقّق أجاب بنفسه وقال: "أنت داعش". من هناك نقلوني إلى زنزانة كان فيها 3 أسرّة من طابقين وسرير فرديّ واحد، أي أنّها تتّسع لـ 7 معتقلين. فعليًّا، كنّا 12 معتقلًا في تلك الزنزانة. كان الاكتظاظ أسوأ من الأماكن السابقة، ولم يكن هناك موطئ قدم. كان في الزنزانة مرحاض مقرف ذو رائحة مريعة، وليس له باب. كان الضوء في الزنزانة مطفأ طوال اليوم، باستثناء وقت العدد، إذ كانوا يضيئون لمدّة خمس دقائق ثمّ يطفئون مرّة أخرى. لم تكن هناك مياه جارية في الصنبور سوى لمدّة ساعة واحدة يوميًّا، بين الساعة 14:30 و15:30، وفي تلك الساعة كان علينا أن نشرب ونغسل أيدينا ووجوهنا. لم يُسمَح لنا بأن نملأ سوى زجاجتين بسعة 2 ليتر للمعتقلين الـ 12 في الزنزانة؛ وهذا يعني أنّ 4 ليترات يجب أن تكون كافية لنا جميعًا لمدّة 24 ساعة. أي أنّها سياسة تعطيش متعمّدة. وكانت هناك أيضًا سياسة تجويع واضحة. بقينا معظم اليوم جائعين وعطشى. حصلنا على القليل من الطعام. كانوا يحضرون للمعتقلين الـ 12 كمّيّة تكاد لا تكفي لشخصين. قدّموا لنّا وجبتين فقط في اليوم. على سبيل المثال، كان كلّ معتقل يحصل على 6 شرائح من الخبز لكلّ اليوم. كانت الوجبة الأولى بين الساعة 12:00 و13:00 ظهرًا: نحو كيلو من الأرزّ للمعتقلين الـ 12، وهذا يساوي تقريبًا 3 ملاعق صغيرة من الأرز لكلّ معتقل؛ لم يكن الأرز مطهوًّا جيّدًا، كان نصف مطبوخ؛ في بعض الأيّام كان كلّ معتقل يحصل مع الأرزّ على قطعتي نقانق صغيرتين أو على واحدة عادّيّة. ذات مرّة أحضروا لنا "شنيتسل" دجاج، لكنّ ذلك لم يحدث مرّة أخرى وقالوا لنا إنّهم لا يريدون تبذير البروتين علينا. حصلنا مرّتين على شريحة من صدر الديك الرومي. كانوا يحضرون الوجبة الثانية بين الساعة 15:00 و17:00 بعد الظهر: 50 غرامًا من اللبن لكلّ معتقل، حبّة فلفل (غامبا) واحدة لثمانية أشخاص، وأحيانًا كانوا يحضرون بدلًا منها خيارة واحدة لكلّ معتقلين اثنين. لم نحصل على أيّ شيء حلو، باستثناء جزرة أحيانًا، وكنتُ أحفظها وآكلها في الليل - كانت هذه "تحلاية" مثل أكل الكنافة. في بعض الأحيان كانوا يحضرون لنا حبّة بندورة واحدة لكلّ معتقلين اثنين. كنّا نحصل على نقانق أو منتجات اللحوم الأخرى 3 مرّات فقط في الأسبوع، وفي الأيّام الأربعة الأخرى كانوا يحضرون طعامًا بدون لحم على الإطلاق. في بعض الأحيان كانوا يعطوننا بيضة. أردنا كثيرًا أن نأكل اللحوم، ولأنّها لم تكن موجودة كنّا نضع الأرزّ بين شريحتين من الخبز ونتخيّل أنّنا نأكل لحومًا. لم يُسمح لنا بالاستحمام إلّا مرّة واحدة كلّ 20 يومًا، وحتّى عندها لم يكن هناك صابون وموادّ تنظيف. كان من غير الممكن أيضًا أن نغسل ملابسنا أو ننظّفها، وكانت رائحتها كريهة بشكل لا يُطاق. كما كان من غير الممكن تنظيف الزنزانة أو شطفها. فبعد أن طلبنا ذلك مرارًا وتكرارًا على مدى 20 يومًا أحضروا لنا في النهاية ممسحة مطاطيّة، بدون عصا، لكي ننظّف الزنزانة.

في 10.12.23 لسعني شيء ما في يدي اليمنى فانتفختْ بسرعة كبيرة جدًّا وأصبحتْ حمراء. كانت تؤلمني كثيرًا جدًّا. صُدم السجّانون عندما رأوا يدي. سمحوا لثلاثة أطبّاء بفحصي، وفي النهاية قرّروا أنّ ذلك من عنكبوت وليس من ثعبان. أعطوني مضادًّا حيويًّا وبعد أسبوعين انفتحت في يدي ثغرة قطرها نصف سنتيمتر وبدأ يخرج منها دم وقيح. استمرّ الأمر على هذه الحال لمدّة شهر، تلقّيتُ خلاله مضادّات حيويّة من إدارة السجن.

كان عندي دواء للمعدة، أخذتُه معي فور اعتقالي من المنزل وبقي معي طوال الوقت، لكن في سجن "نفحة" أخذوه منّي.

في إحدى المرّات قالوا لنا إنّ بن غبير حضر بنفسه [...] في بعض الأحيان كان الزائرون يشاركون في الإذلال بشكل فعّال، فكانوا يشتموننا ويصرخون علينا

كانت هناك إجراءات كثيرة تهدف إلى قمع المعتقلين، ولم يتمّ فعل ذلك بوتيرة منتظمة. أحيانًا كانوا يدخلون إلى زنزانة واحدة فقط، وأحياناً إلى كلّ الزنازين. أنا كنتُ في الجناح 25، المعروف في السجن بأنّه جناح يخضع لعقوبات قاسية للغاية. جميع المعتقلين في هذا الجناح مرتبطون بحماس أو مشتبه بهم بذلك. كانت إدارة السجن تتباهى بالقمع في هذا الجناح. كانوا يُدخلون، يومين في الأسبوع، زائرين يقدّمونهم على أنّهم يهود غادروا غلاف غزّة بعد الحرب، لكي يظهروا لهم الظروف السيّئة التي نحن محتجزون فيها. خلال الزيارات كانوا يشرحون لهم عن أساليب القمع والتعذيب التي استخدموها ضدّنا. كانوا يدخلونهم إلى الزنازين ويجبروننا على خفض رؤوسنا وإبقائها منخفضة، ولذلك لم نتمكّن من رؤية الزائرين حقًّا. في إحدى المرّات قالوا لنا إنّ بن غبير حضر بنفسه. كانت كلّ زيارة مهينة كهذه تستمرّ 40 دقيقة على الأقلّ، وكان علينا أن نركع طوال هذا الوقت. في بعض الأحيان كان الزائرون يشاركون في الإذلال بشكل فعّال، فكانوا يشتموننا ويصرخون علينا. كما أحضروا مجموعات من الجنود أيضًا للزيارة، لرفع معنويّاتهم. أحيانًا كانوا يهينون بشكل خاصّ قادة حماس الذين كانوا بيننا، مثل عزيز دويك، رئيس المجلس التشريعيّ الفلسطينيّ. فعندما أخذوه للمشاركة في جلسة المحكمة الخاصّة به عن طريق الزوم، قاموا قبل ذلك بسجنه في قفص في منطقة الإدارة، وأجبروه على كنسه، وفي كلّ مرّة كان يتوقّف فيها كان أحد عناصر وحدة "كيتر" يهدّده بعصا. حدث ذلك أمام معتقلين آخرين خرجوا مثله إلى جلسات المحكمة.

خلافًا لما كان عليه الحال في الماضي، لم يكن هناك احتمال لتمرّد المعتقلين أو لأيّ شكل من المقاومة. فأيّ حالة من الرفض كانت تقابل بالضرب والعقوبات. أتذكّر في اعتقالاتي السابقة أنّ سلطة السجون كانت تتمرّن وتجري تدريبات في أجنحة فارغة، لكنّهم تدرّبوا هذه المرّة على المعتقلين أيضًا. كانت تدخل 6 وحدات بشكل فجائيّ، وعلى رأسها وحدة "كيتر". كانوا مسلّحين ببندقيّة ومسدّس وسكّين، وكانت تنضمّ إليهم وحدات سلطة السجون، "دورون"، "يسام"، "يمام" و"نحشون". هذه الوحدات كلّها شاركت في تدريبات عمليّة في السجن، وقد كانت هذه ممارسات قمع في الحقيقة. حدث ذلك مرّتين خلال اعتقالي في النقب. كانت ترافقهم سيّارات إسعاف أيضًا وكانوا يستخدمون الرصاص الحيّ، الرصاص "المطّاطيّ"، القنابل الصوتيّة وقنابل الغاز. كانوا يطلقون النار على نوافذ وأبواب الزنازين في جناحنا. ذات مرّة أطلقوا قنبلة غاز إلى داخل زنزانتنا، واختنقنا جميعًا. كنّا واثقين بأنّنا سنموت، كان ذلك مخيفًا جدًّا، لا يمكن وصفه. بعض المعتقلين، الذين كانوا يعانون من أمراض سابقة، أصيبوا بتشنّجات. أحضرت إدارة السجن نقّالات ولفّوا اثنين أو ثلاثة ببطانيّة حراريّة وأعطوهم حُقنًا. لم نعرف على ماذا كانت تحتوي هذه الحُقن. بعد ذلك أخذوا هؤلاء المعتقلين على النقّالات وتجوّلوا بهم بين الأقسام، كما لو أنّهم يقومون بإخلاء موتى. ذات مرّة استمرّت عمليّة شاركت فيها جميع الوحدات من الساعة 6:30 صباحًا حتّى الساعة 18:00 مساءً. أخرجونا من القسم، أدخلونا إلى زنازين انفراديّة، جرّدونا من ملابسنا وأجروا تفتيشًا في القسم. أزاحوا أمتعتنا وفرشاتنا من أماكنها وعاثوا فسادًا في كلّ شيء كان هناك.

حُرِّم الأذان والصلاة، كما حُرِّمت حيازة القرآن. لم تكن النوافذ مغلقة جيّدًا وكان الطقس باردًا. كنّا نرتجف من البرد رغم أنّنا كنّا مُتغطّين بالبطانيّات. استخدموا نظام مكبّرات صوت لإثارة جنوننا. كانوا يصدرون جميع أنواع الأصوات مثل "وششش، وششش" على مدار 24 ساعة في اليوم. كان ذلك مثل صوت التوربينات وكان مزعجًا جدًّا. كما استخدموا نظام مكبّرات الصوت لبثّ موسيقى صاخبة ولنقل شتّى أنواع "الأخبار" ("قتلنا السنوار"، "قضينا على حماس"، "دمّرنا غزّة"، إلخ). في بعض الأحيان كانوا يضعون النشيد الوطنيّ الإسرائيليّ. لم يترك لنا ذلك لحظة راحة، لم تكن لدينا لحظة هدوء واحدة. كلّ زنزانة في السجن فيها رسم لنجمة داود، وكانت هناك شعارات مكتوبة على الحيطان: Fuck you Hamas، "حماس هم داعش" و"حماس أبناء عاهرات". في كلّ يوم كان المسؤولون عن العدد يهدّدون: "تعالوا نرى ماذا سيحدث لمَن سيحاول محو إحدى الجمل المكتوبة هنا".

لم تكن هناك زيارات من العائلات، ولم يكن هناك أيّ اتّصال مع أيّ جهة خارجيّة، ولا حتّى مع الصليب الأحمر

لم تكن هناك زيارات من العائلات، ولم يكن هناك أيّ اتّصال مع أيّ جهة خارجيّة، ولا حتّى مع الصليب الأحمر. كنّا منقطعين عن الأخبار وعن العالم الخارجيّ. المعلومات الوحيدة التي كان من الممكن أن تصل إلى المعتقلين كانت من خلال زيارة محامٍ لأحد المعتقلين.

أثناء وجودي في النقب شاركتُ عبر الزوم في جلسة استئناف قُدِّم نيابةً عنّي وتمكّن المحامي من تقصير فترة اعتقالي بشهرين. انتهزتُ الفرصة واشتكيتُ للقاضي من سياسة التجويع والتعطيش ومنع الأدوية والعلاجات. قلتُ له إنّني مريض بنقص سكّر الدم وإنّني أضطرّ إلى أكل معجون الأسنان. فوجئ عندما سمع ذلك. حقًّا، استخدمتُ معجون الأسنان لرفع نسبة السكّر في الدم قليلًا. في الواقع لم آكله تمامًا لكنّي كنتُ أضعه في فمي لامتصاص السكّر منه. تقرّر في المحكمة أن يأخذوني إلى عيادة، وبعد 3 أيّام أخذوني بالفعل. عندما رآني الطبيب أصفر الوجه، في حالة من الإرهاق وفقدان الوزن الحادّ، اتّصل أمامي بالضابط المسؤول عن السجن، وقال إنّني إذا بقيتُ على هذه الحال فستكون حياتي في خطر. لكنّ إدارة السجن لم تهتمّ، فبعد الزيارة إلى العيادة ضربوني أيضًا. أعطاني الطبيب دواء لمعدتي، وفيما يتعلّق بمرض السكّري قال إنّ ذلك ليس من اختصاصه. أعطاني مرهمًا للبواسير ساعدني في تخفيف الألم وكذلك دواء ضدّ الغثيان الذي أعاني منه بشكل دائم.

بعد الزيارة إلى العيادة ضربوني أيضًا. أعطاني الطبيب دواء لمعدتي، وفيما يتعلّق بمرض السكّري قال إنّ ذلك ليس من اختصاصه

عادةً ما يتمّ إبلاغ المعتقلين في الصباح عندما يكونون على وشك إطلاق سراحهم. لكن في اليوم الذي انتهت فيه أربعة أشهر من اعتقالي، لم يخبروني بأيّ شيء في الصباح. كنتُ قلقًا من أنّهم لن يطلقوا سراحي. شعرتُ بكلّ ثانية وبكلّ دقيقة كأنّها يوم كامل. عندما تكون معتقلًا إداريًّا فأنت لا تعرف ما إذا كانوا سيطلقون سراحك أم سيصدرون لك أمرًا جديدًا، وهذا هو أصعب شيء في الاعتقال الإداريّ. المعتقل الإداريّ لا يعرف لماذا تمّ اعتقاله وما هي التهمة الموجّهة إليه ولا يعرف متى سيطلقون سراحه ولا يُرسلونه إلى جلسات المحكمة. مصيره خاضع لإرادة الله. بدأ الشباب يواسونني. ظنّوا أنّه لن يتمّ إطلاق سراحي لأنّهم لم يستدعوني في الساعة 7:00 صباحًا. لكن، فجأةً، استدعوني في الساعة 14:00 وأخذوني إلى زنزانة أخرى، حيث مكثت حتّى الساعة 16:00. اعتقدتُ أنّهم سينقلونني إلى الحبس الانفراديّ أو إلى سجن آخر. في الساعة 16:00 أخذوني للتحقّق من معلوماتي الشخصيّة في مكتب الشرطة، ثمّ علمتُ من الشرطيّ أنّ هذه إجراءات تمهيديّة للإفراج عنّي. في الساعة 17:00 تمّ إطلاق سراحي من السجن.

أخذني عناصر سلطة السجون ووحدة "نحشون" إلى معبر الظاهريّة سويّةً مع 3 معتقلين آخرين. وعندما سألتُ عن أمتعتي الشخصيّة: البنطلون، الحذاء، الحزام والقميص، قام عناصر "نحشون" بضربي. أعادوا لي بطاقة هويّتي فقط.

كان هذا الاعتقال تعذيبًا متواصلًا. تنكيل، إذلال، إهانات وشتائم لم أشهد مثلها في حياتي.

عندما قاسوا وزني في سجن "عوفر"، في بداية اعتقالي، كان وزني حينها 89 كيلو. عندما أطلقوا سراحي توجّهتُ فورًا إلى المستشفى في رام الله، وهناك تبيّن أنّ وزني انخفض إلى 62 كيلو. أي أنّني فقدتُ 27 كيلو. الحديد في دمي انخفض من 15.3 إلى 11.8، وتفاقمت مشاكل معدتي. بعد الفحوصات في المستشفى عدتُ لاستكمال العلاج في المنزل.

- سجّل الإفادة باحث بتسيلم الميدانيّ إياد حدّاد، في 31.3.24.