اعتقلوه وكسروا يديه امام والدته

  

  فاطمة محمود - الجزيرة- 17/7/2024

جنين- بعد منتصف ليلة الثلاثاء، تم اكتشاف قوة خاصة إسرائيلية متسللة إلى حي الدبوس في مدينة جنين، وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة كيف تسلل أفرادها بواسطة شاحنة وبلباس مدني، مما أسفر عن اندلاع اشتباكات في عدة أحياء في المدينة، واقتحامها من عدة محاور من قبل قوات الاحتلال.
وبعد اشتباكات عنيفة خاضها المقاومون، أعلن عن اعتقال الشاب نور الشلبي (29 عاما)، بعد محاصرة منزله والتهديد بقصفه بالصواريخ المحمولة على الكتف.
ويروي فادي الشلبي (31 عاماً) الشقيق الأكبر لنور  تفاصيل اعتقال شقيقه والتنكيل به قبل نقله إلى المركبة العسكرية الإسرائيلية، ويقول "وردني اتصال من صديق يخبرني أنه ينبغي علي أن أستقبل الضيوف المنتظرين على باب منزلي، فهمت أن المقصود شقيقي نور، فهذه إحدى الطرق التي كنا نتبعها في مكالماتنا".
ويوضح أنه خرج إلى باب المنزل، واستقبل شقيقه، وبقي حتى دخل وتأكد من عدم وجود أحد يراقبهما في الخارج، فقد جاء نور لرؤية أمه بعد أسابيع من الغياب، وأراد أن يستحم، لكن لم يمض على دخوله أكثر من 10 دقائق، حتى تفاجأ بتفجير باب المنزل واقتحامه من قِبل القوة الخاصة، بينما حاصرت قوة أخرى البناية والحارة بشكل كامل.
اعتقال وتنكيل وحشي
استمرت قوات الاحتلال بمطاردة الشلبي على مدى عام ونصف، حيث وضعته على قائمة المطلوبين، في حين تكررت مداهمة منزله وتدمير محتوياته وتهديد عائلته، لإجباره على تسليم نفسه، وبحسب عائلته، فقد هدد ضابط مخابرات الاحتلال والدته بتصفيته في حال لم يسلم نفسه، كما هدد باعتقالها للضغط عليه، وسبق أن اعتقل أولاد عمه وشقيقه فادي أكثر من مرة.
كما داهم الاحتلال منزلهم 6 مرات، وفي كل مرة كان يعيث فيه فسادا، ويحطم محتوياته، بينما في ليلة أمس الثلاثاء، لم يكتفِ الجنود بتكسير منزل العائلة، بل خربوا ودمروا كل شي في الشقق الثلاث التي تعود له ولوالده وشقيقه، وقبل ذلك احتجزوهم جميعا في غرفة واحدة وكانوا حوالي 17 شخصا، ثم اقتادوا نور والأسلحة موجهه على رأسه، ووضعوه في غرفة أخرى برفقة والدته.
وقبل نقل نور إلى المركبة العسكرية، قاموا بالاعتداء عليه وضربه وتكسير ذراعيه أمام والدته، التي كانت تصرخ متوسلة الجنود لتركه، وقبل سحبه خارج المنزل أطلق الجنود 3 رصاصات عليه، في حين سمعت عائلته صوته وهو يصرخ " قدمي قدمي"، مما يدلل -بحسب شقيقه- على إصابته في قدمه قبل اعتقاله.
كما اعتقلت القوة الخاصة صديق فادي من أمام المنزل، ولم يعرف حتى اللحظة الجهة التي اقتيد إليها.
يقول فادي إن أمه كانت تسمع صوت عظام نور وهي تتكسر بفعل ضرب الجنود، حيث طلبوا منه أن يمد يديه، ثم بدؤوا بضربها بأعقاب البنادق، بينما كانت أمه تصرخ "اتركوه، لا تكسروا يديه" لكنهم لم يستجيبوا لصراخها وتوسلاتها، لتدخل لاحقا في حالة سيئة جداً، واضطروا إلى نقلها للمستشفى، "لأنها انهارت تماماً من هول التعذيب الذي تعرض له نور أمام عينيها".
ويعد هذا التعذيب جزءا مما كان يهدد به ضابط المخابرات والدة نور بشكل مستمر، حيث توعدها بحرمانها منه وقتله والتنكيل به، وتؤكد العائلة أن الأخبار الواردة إليها من هيئة الأسرى تفيد بنقل نور إلى مستشفى في الداخل لم يعرف اسمه بعد، وذلك لتعرضه للإصابة خلال اعتقاله.
وسبق أن اعتقل نور الشلبي 5 سنوات في سجون الاحتلال، ليخرج عام 2021.
العائلة كانت تتوقع استهداف نور، وفي كل مرة يسمعون فيها عن عمليات قصف أو اغتيال للمقاومين كانوا يخشون أن يكون بينهم، "اليوم هو بيد الاحتلال، وهذه اليد لا ترحم، خوفنا عليه كبير، خصوصا أنهم أبلغونا بأننا لن نراه مرة أخرى لحظة اعتقاله"، يقول شقيقه فادي.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان له إن قوات الاحتلال حاصرت عدة منازل في الحي الشرقي والمراح، واعتقلت الشاب نور الشلبي المطارد منذ عدة شهور، في حين اعتقلت قوات خاصة تسللت بشاحنة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية، كلا من الشاب خليل أبو جمهور الذي كان يستقل دراجة نارية، والشاب أسامة الكامل من داخل منزل عائلة الشلبي.
المصدر : الجزيرة