بقلم عيــــسى قراقــــع - الوزير الاسبق لهيئة شؤون الاسرى والمحررين
ألقينا بالأسير الغزاوي أرضاً، بطحناه على بطنه، ضربناه بعنف ثم شلحناه من كل ملابسه، رفعنا مؤخرته للأعلى، معصوب العينين ومكبّل القدمين واليدين، ثم دحشنا بربيج إسطوانة إطفاء الحرائق في قفاه، فتحنا صمام الإسطوانة كاملاً وبقوة، فإندفع الماء إلى أعماقه، أسكتنا صراخه بالدوس على فمه بالبسطار، إغتصبناه ببربيج الإطفائية، إرتجاج في الجسد من الأسفل إلى الأعلى، البربيج لا يزال يضخ ويهدم أنفاق جسد الأسير، أنفاق غزة وكينونتها وهويتها وأحلامها، إنه الإكتشاف المبهر في معسكر سدي تيمان، وكنّا مبسوطين نضحك ونستمتع ونصلّي، نقرأ آية إبادة العماليق، ليس بالسيف والمدفع فقط، وإنما بالتعذيب الجنسي، يموت الأسير ألف مرة خلال أداء هذه الطقوس التلموديّة الساديّة، هي إرادة الرب الذي دعانا أن نقتل الفلسطينيين ونبيد نسلهم لأنهم حيوانات بشرية، وهمجيون ومجرمون وأقل من مستوى البشر.
لا زال البربيج يضخ في جسد الأسير، أرسلنا الصور إلى مكتب إبن غفير وإلى القنوات الإعلامية العبرية، كل شعب إسرائيل الحيّ سمع صراخ الأسير الغزاوي، نحن جلادو السماء، أبناء النور والإرادة الإلهية، فللرب حرب مع عماليق فلسطين من جيل إلى جيل، إنها حرب إستقلالنا الثانية، سنحارب براً وبحراً وجواً وإغتصاباً، إكتملت الحفلة الجميلة في هذه الصحراء، خمد صوت الأسير، غرق وإختنق، نراه ينتفخ ويترنح ويزبد ويصمت إلى الأبد، لقد أنجزنا مهمتنا التاريخيّة المقدّسة، هدمنا جسده لنسيطر على العقل والإرادة والمعرفة، هدمنا القاعدة العسكرية.
ألو ألو هل تسمعنا الوحدة العسكرية في الجيش الإسرائيلي (القوة 100) التي تتولى تعذيب وحراسة الأسرى الفلسطينيين في معسكر سدي تيمان، نحن شعب إسرائيل الحيّ، نحن الحكومة والوزراء وأعضاء الكنيست والشرطة والمخابرات والقضاة، نحن الأكاديميين والمؤسسات والإعلاميين، نحن على الخط معكم وننتظر أن تتفجر أحشاء الأسير الغزاوي وكبده وطحاله وأوردته وأنسجته الداخلية.
ألو ألو.. نسمعه يتلوى ويصرخ ويتكور ويتشنج، لا زلنا نراقبه وهو يتفتت، لقد إغتصبناه بوسيلة مبدعة وحداثية لم يكتشفها حتى الجلادوون الأوروبيون في عصور الظلام والوحشية، لقد حَشونا جهاز تلفون في داخله من خلال فتحة الشرج، ونحن على إتصال مع أعماقه، الجهاز لا زال يرن في داخله، يخبرنا أن الأسير الغزاوي يتمزق شيئاً فشيئاً، ينزف الدماء الكثيرة، إننا نمحو غزة من الوجود، ليس فقط بإلقاء آلاف أطنان القنابل والصواريخ فوق رؤوس الناس ، بل بإغتصاب رجالها ونسائها وأفكارها وروحها وهويتها، ما أروع هذا المشهد، لقد إحتفلنا ورقصنا وغنينا شعرنا بالشهوة والإكتفاء والنشوة الجنسية، والآن سكت التلفون وسكت الأسير أيضاً، إنتصرنا وهمدت غرائزنا المتهيّجة.
يا شعب إسرائيل الحيّ، نحن جيش الدفاع الإسرائيلي الأكثر أخلاقية في العالم، لقد عذبّنا الأسير الغزاوي وكسرنا عظامه، شددنا القيود البلاستيكية على يديه حتى بترت إحداهما، سال الدم، أيقظ فينا كل الرغبات، نراه يقضي حاجته في حفاظة، يزحف على قدميه ويديه وينبح بصوت عالٍ، وتزداد الحفلة صخباً وإكتمالاً، لقد حشونا العصا في مؤخرته مرة، والقنينة وفوهة البندقية مرة أخرى، عارياً مكبلا ًيتلوى ويتعصر ويتقيأ وينزف، أعدنا هيكلية بشريته ليصبح حيواناً بدائياً، ينهشة مرض الجرب والديدان والهلوسة من قلة النوم والجوع والصرع والصعقات الكهربائية، إغتصبناه وقحفنا كل ما في جوفه ليس من أجل إنتزاع إعترافات ولا معلومات، بل من أجل المتعة والتسلية والإنتقام، إنها سيوفنا الحديدية، لا قواعد للإشتباك، لا قوانين، نحن الميليشيات الدموية، نحن التوراة المسلّحة، هنا مسلخ الله، هنا الإثارة والشبق والعنف والعربدات الجنسية.
يا شعب إسرائيل الحيَ
نحن القوة (100) في معسكر سدي تيمان ، نغتصب الأسرى والأسيرات لكي ننعش دولتنا من صدمة 7 أكتوبر وسقوط أسوارها وغطرستها، ونبشركم أننا سجلنا رقماً قياسياً متفوقاً في سجل التعذيب لم تصل إليه كل سجون العالم حتى في غوانتانامو وأبو غريب ، لقد قتلنا 60 أسيراً في عشرة شهور، مارسنا الإغتصاب الجماعي للأسرى والأسيرات، وصار هولوكست غزة أشد فظاعة من الهولوكست النازي، فمن أجل أن تعيش دولة أسرائيل يجب أن تموت وتُمحى فلسطين وتحترق غزة.
ما أروع هذه اللذّة في هذه الليلة الصيفية في معسكر سدي تيمان، أطلقنا أحد كلابنا المدربة على ممارسة الجنس على أحد الأسرى الغزيين، وكان مشهداً رهيباً ودرامياً ، النهش والإغتصاب والعض والإفتراس ، ليلة رعب تُذكرنا بالمشاهد الدموية في المدرجات الرومانية في العصور الوسطى ، إلتهام الجسد وتمزيق لحمه وعظمه، الكلب يمارس الجنس مع الأسير ونحن نهتف ونصفق ونبث الصور أولاً بأول.
إنه مشهد يثير الإغراء، أن ترى الأسير في أقصى حالات التذلل والألم والضعف ، أن يموت داخلياً أفضل من موته الخارجي والجسدي ، ولا زال الكلب يعتلي الأسير، ينفث فيه كل أشكال الفحش الحيواني وإفرازاته الجائعة ، لقد إستمتعنا، هستيريا وجنون وإهتزاز وصراخ ، إنه الفصل الأكثر حقارة في حرب الإبادة التي نقوم بها ، تخريب الحياة الإنسانية ، إطفاء الأسير من كل قيمه وطاقاته وحيويته وتجريده من إنسانيته، تدميره وخلع كرامته وتشويهها الى أبد الآبدين ، نحن القوة (100) ، كتائب هتلر المسلحة في معكسر سدي تيمان.
يا شعب إسرائيل الحي
إن نتائج الإستطلاع التي أجرته القناة العبرية 12، والذي يقول أن 47 % من الشعب الإسرائيلي يؤيد ويدعم إغتصاب الأسرى ، يؤكد أن هناك تأييد على ممارسة الإغتصاب والعنف الجنسي بحق الأسرى، إنه وسيلة تعذيب مشروعة وأداه أكثر فعاليَة من الأسلحة النارية ، شكراً لدولتنا التي صارت دولة الإغتصاب والبغاء والطغيان في منطقة الشرق الأوسط ، إنها الحصانة والحماية لنا من الملاحقة والمسائلة، شكراً للمتضامنين الذين وصلوا معسكر سدي تيمان لحمايتنا من الإعتقال ، الشعب معنا، والحكومة بكل مرافقها وأجهزتها معنا، نحن أبطال قوميين، شكراً للترفيعات التي حصلنا عليها وللأوسمة ، شكراً لإبن غفير الذي يعمل على سن تشريع لحماية أفعالنا وجرائمنا وممُارساتنا الدنيئة.
يا شعب إسرائيل الحيّ
نحن مستمرون في إغتصاب الأسرى بكل الوسائل، نعريهم ونعذبهم ونضربهم على أعضائهم التناسلية، نشد الملاقط عليها ونخصيهم، مستمرون حتى نتمكن من ذبح البقرة الحمراء ويقوم الهيكل، مستمرون في هدم هيكل الاسير وحرق جسده تنكيلاً وتعذيباً وإغتصاباً، نحن الجنود المأزومين والشاذين، المصابين بكل الأمراض النفسية والعقلية ، نحن المافيا العاملين في معسكر سدي تيمان، لا زلنا في مسرح الجريمة ، نشرب الدماء ، نمارس الإعدام والإخفاء، نشبع شهواتنا الجنسية الإنتقامية، نحن فوق القانون، وقواعد الحروب التي وضعتها الأُمم المتحدة والأمم المتحضرة لا تنطبق علينا، لا شيء يخيفنا، سنخلع الأَقنعة ، وجوهنا واضحة.
يا شعب إسرائيل الحيّ
نحن القوة (100) في معسكر سدي تيمان، أبدعنا في إكتشاف النظريات العبقرية في التعذيب الجنسي، نروض الأسرى بالضرب يومياً، نطفئ السجائر في أجسادهم، نجوعهم ونشتمهم ونربطهم على مدار الساعة، نسحلهم ونشبحهم، ينامون على الأرض عراة، لا ملابس ولا إستحمام ولا تهوية، نَقودهم إلى مسرح العمليات العسكريّة دروعاً بشرية، ننفذ تعليمات إبن غفير بإعدام الأسرى بإطلاق الرصاص على رؤوسهم وليس تحسين ظروفهم، الأسرى محشورون في أقفاص، وكل قفص له إسم: قفص جهنم، قفص الجحيم، قفص الحظيرة، قفص الإغتصاب والمتعة الجنسية، الحشرات تنهش أجسادهم، الأمراض والروائح الكريهة، عفن وأجسام تتحلل، فوضوية فاشية وبربرية، حفلات شيطانية، موسيقى وموت ورفس وبطش وعواء، أجسادهم تتحول إلى طنجرة ضغط وبوتقة للصهر، إنهم أهداف ممتازة لتحقيق النصر(عربوشيم) قذرون، نعطيهم وجبات من التعذيب الجنسي، نحن جيشاً من المغتصبين باردي الأعصاب، إنه حقاً الجمال الساحر في هذه الحرب الوسخة.