المحامي أحمد خليفة (42 عاماً)، أب لثلاثة، من سكّان أمّ الفحم

  

بتسيلم - 14/6/2024

أنا متزوّج وأب لثلاثة أولاد، طفل (10 سنوات) وتوأمان (7 سنوات). نقيم في مدينة أمّ الفحم، أعمل محامياً وأنا عضو في بلديّة أمّ الفحم.

في يوم الخميس الموافق 19.10.23، نحو السّاعة 20:00، كنت في مظاهرة ضدّ العُدوان على غزّة وخطبتُ في المتظاهرين عبر مكبّر الصّوت. فجأة اقتحمت عدّة وحدات من الشرطة المظاهرة وكان أفرادها يرتدون ثلاثة أنواع من الزيّ الشرَطيّ. ألقى العناصر قنابل الغاز وقنابل صوتية، وسمعت أحدهم يقول "خليفة، خليفة" وهو يتقدّم نحوي. مددتُ يديّ الاثنتين لأشير له أنّني لا أخشى الاعتقال، وإذ به يعتقلني بالفعل. كبّل يديّ بأصفاد معدنيّة، ثمّ اقتادوني إلى سيارة الجيب التابعة للشرطة، وكان هناك عشرة متظاهرين قد اعتُقلوا من قبلي. في الطريق إلى الجيب ضربوني، مزّقوا قميصي وركلوني. رمَوني على الأرض ثمّ ركل أحد العناصر صدري برُكبته عدّة مرّات وآلمني بشدّة، كما وجّه ضربات قويّة إلى وجهي. وقد شارك عناصر شرطة آخرون في ضربي.

لم أتمكّن من السّير مع الأصفاد فكان عليّ أن أقفز قفزاً. صوّرني عناصر الشرطة عدّة مرّات وهُم يتهكّمون عليّ ويتضاحكون

بعد ذلك أدخلوني إلى الجيب وتوجّهوا بي إلى محطّة شرطة "عيرون" (وادي عارة)، وعندما وصلنا رمَوني على الأرض. رأيت هناك نحو عشرة معتقلين آخرين، بضمنهم أربعة قاصرين في سنّ 16-17 سنة، لكنّهم وضعوني بعيداً عنهُم. تواصل الضرب داخل محطّة الشرطة. ضربوني بأيديهم وأحياناً بهراوات خشبيّة، وركلوني. استبدلوا الأصفاد المعدنيّة بأصفاد بلاستيكيّة وشدّوها حول معصميّ، كما قيّدوا رجليّ بأصفاد بلاستيكيّة وعصبوا عينيّ بواسطة قميصي الذي كنت أرتديه. لم أتمكّن من السّير مع الأصفاد فكان عليّ أن أقفز قفزاً. صوّرني عناصر الشرطة عدّة مرّات وهُم يتهكّمون عليّ ويتضاحكون، وقد فهمتُ من الحديث بينهم أنّه يقومون بإرسال الصّور إلى زملائهم. سأل أحد العناصر زميلاً له إن كنتُ قد قاومتُ الاعتقال فأجابه بالنفي وبأنني قمتُ ببعض الحركات وهتفت "اذبح اليهود، اذبح اليهود". كانوا يكذبون ويشوّهون الحقائق. كان هناك نحو عشرين شخصاً يضربونني بالتناوُب فيما بينهم، فيذهب من انتهوا من ضربي ليضربوا معتقلين آخرين. أجبروني على الرّكوع طيلة أكثر من ثلاث ساعات، إضافة إلى أنّهم هدّدوني طوال الوقت بسحب رخصة مزاولة مهنة المحاماة.

ثمّ أخذونا جميعاً إلى محطّة الشرطة في الخضيرة. هناك لم يضربونا. أدخلوا جميع البالغين إلى زنزانة واحدة، والقاصرين إلى زنزانة أخرى، وجلبوا لنا طعاماً وماء. حين طلبت منهم أن يخفّفوا من شدّة القيد لأنّه آلم يديّ اقترب منّي شرطيّ يحمل في يده سكّيناً وأراد أن يقصّ الأصفاد من فوق إلى تحت. قلت له أنّ يدي ستُجرَح بهذه الطريقة فأجابني "إن شالله تموت". قصّ الأصفاد بسُرعة وجرحني بالفعل. ولكن الجرح كان صغيراً، حمداً لله.

عانيت آلاماً في الصّدر، وقد بدا أنّها ناجمة عن الضرب الذي تلقّيته. طلبت أن يحوّلوني إلى مستشفىً. لم يحوّلوني في اليوم نفسه وإنّما في اليوم التالي. أوعز الطبيب بإجراء صورة للصّدر، وأثناء انتظاري لإجراء الصّورة عُقدت جلسة للنظر في اعتقالنا فاضطررت إلى التنازل عن الصّورة لكي أشارك في الجلسة، عبر تطبيق "زوم"، وإلّا فسوف يؤجّلون الجلسة. بالنسبة لي كان من المهمّ أن لا توجَّل الجلسة لأنّني ظننت أنّهم سيُطلقون سراحي، لكنّهم اتّهموني بالتحريض على العُنف والإرهاب وبالتعاطُف مع منظمة إرهابيّة. في نهاية الأمر تمّ تأجيل الجلسة يوماً آخر لأنّ السّاعة قد صارت 16:30 ولم يُسعفهم الوقت للنظر في قضايا جميع المعتقلين في الملفّ.

في اليوم نفسه نقلونا إلى سجن "مجيدو" وهناك فتّشونا عُراة. لم يضربوني، ربّما لأنّهم رأوا أنّني "خالص" نتيجة الضرب الذي تلقّيته من قبل. لكنّني جلست هناك من منتصف اللّيل وحتى الخامسة صباحاً، تقريباً، وسمعتهم يضربون معتقلين آخرين ويشتمونهم ويهينونهم، وسمعت المعتقلين يصرخون ويبكون. كان ذلك صعباً عليّ نفسيّاً. أنت تجلس هناك ولا تعرف هل هذا كلّه سيحدث لك بعد قليل، ولا تقدر على أيّ فعل. أحياناً هذا أصعب من الضرب نفسه.

أدخلوني إلى القسم 10 واحتجزوني هناك حتى 4.1.24. كانت الظروف في "مجيدو" كارثيّة: جرّدونا من جميع حقوقنا، لم يجلبوا لنا فرشات نظيفة، ولا مخدّات أو بطّانيّات أو ملابس؛ بالكاد جلبوا لنا طعاماً وماء؛ الزنازين كانت معتمة طوال النهار، بينما كانوا يشعلون النور في اللّيل بين السّاعة 19:00 و-23:00، حين كنّا نريد أن ننام بالذات؛ الزنازين كانت باردة وتيّار الهواء يدخل إليها، والمطر أحيانا، فكنّا ننام بصُعوبة؛ كانوا يشغّلون موسيقى صاخبة في اللّيل - "هتيكفا" النشيد الوطني الإسرائيليّ، وأحياناً أغاني درزيّة؛ بعد وُصولنا أبقونا طوال 5-4 أيّام بدون أحذية وملابس سوى التي دخلنا بها. حصلنا على ملابس قليلة أبقاها لنا معتقلون حين تمّ الإفراج عنهم، غير أنّنا اضطررنا إلى ارتدائها فوق الملابس التي علينا، وحين لم نفعل ذلك كان السجّانون يصادرونها كلّما اقتحموا الزنزانة؛ سرق السجّانون من "الكانتينة" أغراضاً كان الأسرى قد اشتروها ودفعوا ثمنها، وكانوا يدخّنون السّجائر أمامنا ويقولون لنا إنّ هذه سجائرنا.

سمعتهم يضربون معتقلين آخرين ويشتمونهم ويهينونهم

ونحن في زنزانتنا شاهدنا سجّانين يقتادون إلى الزنازين الانفراديّة أسرى يعانون من كدمات وجُروح في الرأس والذراعين والرّجلين. كان الأسرى في حالة يُرثى لها، وفوق ذلك سمعنا كيف ينهال السجّانون عليهم ضرباً.

جلبوا إلى زنزانتنا شيخاً من الخليل معدودًا على أحد الأحزاب في الضفة الغربيّة لديه حساب على منصة "تيك توك" يتابعه أكثر من مليون شخص. قال لي أنّهم نتفوا شعر لحيته. كانت كلتا رجليه منتفختين، وإحداهُما منتفخة إلى درجة مخيفة حقّاً. كان الدّم والصّديد يسيلان من جراحه، لدرجة أنّ الشباب في الزنزانة كانوا ينظفون أرضيّة الزنزانة عدّة مرّات في اليوم. ظلّ ملازماً الفراش لفترة طويلة.

وكان في قسمنا أيضاً أسير من سكّان الخليل يُدعى محمود الخطيب. كان وضعه صعباً للغاية، وقد حاول الانتحار أكثر من مرّة. أسير آخر هو يوسف القزّاز، عضو في المجلس التشريعي الفلسطينيّ، الذي حدّثني أنّه تعرّض للتعذيب.

بعد مضيّ خمسة أيّام أطلق سراح عدد من المتظاهرين الذين اعتُقوا معي، وبقينا فقط أنا وشخص آخر لا يزال معتقلاً حتى اليوم.

كانوا يُجرون العدد ثلاث مرّات يوميّاً، ويُجبروننا على الرّكوع قرب الحائط، بعيداً عن الباب، وأيدينا فوق رؤوسنا. وكان ينبغي أن ننظر في اتّجاه السجّانين مرّة واحدة، لكي يعرفونا، وسوى ذلك كان محظوراً أن ننظر نحوهم.

كنّا نشرب من مياه الحنفيّة التي في المرحاض، وكان الماء غير نقيّ وطعمه سيّئًا، لكن كنّا مضطرّين إلى شُربه.

نوعيّة الطعام كانت رديئة جدّاً، والكميّة لم تكن كافية. كنّا نحتفظ بالطعام طوال اليوم ونتناوله قبل النوم لكيلا ننام جائعين. ومع ذلك، لم نشبع، لأنّهم كانوا يجلبون لنا طعاماً يكفي فقط لبقائنا على قيد الحياة. قسم كبير من الطعام كان غير صالح للأكل وكان غير مطبوخ جيّداً، ولم يشتمل على ملح أو سكّر أو توابل من أيّ نوع كان. عند جلب الطعام كانوا يدفعونه إلينا بأرجلهم فيصل إلينا متّسخاً. الخضار التي كنّا نحصل عليها، كالخيار والفلفل، كانت متعفّنة. البيض لونه أزرق والأرزّ والبرغل لا يصلحان للأكل.

في 28.12.23 حضرتُ بنفسي للمرّة الأولى إلى قاعة المحكمة في حيفا، للنظر في قضيتي. تحدّثت عن ظروف اعتقالي وطلبت من القاضية أن تستخدم صلاحيّاتها وتفحص الأمر.

بعد تلك الجلسة بثلاثة أيّام، جاءوا وأخذوني في السّابعة صباحاً. سألتهم إلى أين فقالوا "إلى الطبيب". كان ذلك الفحص الطبيّ الأوّل لي منذ الفحص الذي أجروه لدى دخولي إلى السّجن، ولكن لم يكن له أيّ لزوم لأنّه قد مرّ خمسون يوماً والآلام الناجمة عن الضرب قد تلاشت.

في ذلك اليوم، أثناء الاستراحة في السّاحة، أو "الفورة"، هددني أحد السجّانين بالعقاب إذا ذكرتُ، أمام القاضية أو أي شخص آخر، اسم أيّ من السجّانين في مناوبته، وقال إنّه لا يوجد في السّجن قانون سوى قانونه هو. هدّدني أمام المعتقلين الآخرين بأنّه بعد إطلاق سراحي سوف يرسل وحدة خاصّة لاغتيالي في أمّ الفحم. قلت له إنه لا مشكلة، فأمّ الفحم قريبة من السّجن وإنه مدعو إلى إرسالهم.

كانوا يدخلون إلى الزنازين من حين إلى آخر دون أيّ سبب ويختارون معتقلاً ثمّ ينهالون عليه ضرباً

لاحقاً، في اليوم نفسه، نقلوني إلى القسم 1، عقاباً لي لأنني ذكرت خلال جلسة المحكمة تعذيب المعتقلين والتنكيل بهم. وعوقبت بصورة خاصّة لأنّني ذكرت ما جرى للأسير عبد الرحمن مرعي، من سكّان منطقة سلفيت، الذي جُلب إلى زنزانة انفراديّة أثناء احتجازي في زنزانة انفراديّة مجاورة، سوية مع المحامي سري خوريّة وشخص آخر أعرفه. سمعته يتأوّه ويئنّ من الألم طوال الوقت، ويطلب علاجاً. بعد مضيّ ثلاثة أيّام نقلوه إلى زنزانة انفراديّة أخرى (في قسم يسمّونه "تورا بورا") ثمّ علمت أنه قد فارَقَ الحياة هناك. عاقبوا سري أيضاً بنقله إلى زنزانة انفراديّة مجاورة لزنزانة عبد الرحمن، بعد أن مدّ إصبعه الوُسطى إلى القاضية خلال جلسة محاكمته في عكّا.

في مرحلة ما جلبوا لنا ماكينات حلاقة لكي نقصّ شعرنا، لكنّها تعطّلت قبل أن يتمكّن جميع المعتقلين من قصّ شعورهم.

في كل مرة كانوا فيها ينقلوننا إلى المحكمة في الحافلة، كانوا في الطريق يضربون جميع المعتقلين. لم يضربوني، ربّما لأنّني محامٍ، بينما كان المعتقلون الآخرون يتلقّون الضربات طوال الوقت. كانت الطريق رحلة عذاب. إضافة إلى ذلك، لم تكن تتوفر الأحذية لدى بعض المعتقلين فكانوا يضطرون إلى حضور محاكماتهم حُفاة.

في نهاية كانون الأوّل 2023، أو بداية كانون الثاني 2024، شاهدت سجّانين يجرّون شابّاً على بطّانيّة ويُخرجونه من القسم. لاحقاً علمت أنّه شابّ من نابلس من عائلة البحش، عذّبوه ثمّ تركوه دون علاج حتى فارق الحياة بعد أسبوعين.

حين أخذ الأسرى في سجن مجيدو يتحدّثون حول إعلان إضراب عن الطعام، اتّهمني السجّانون بأنّني مأنا الذي حرّضتهم على ذلك. ولهذا السّبب، نقلوني إلى سجن "الجلبوع".

في "الجلبوع" أخذونا لنستحمّ في السّاحة - مجموعة من 30 معتقلاً، وخصّصوا لنا جميعاً ساعة واحدة أو أقلّ حتى. لم يكن الوقت كافياً للجميع فاضطررنا أن نستحمّ بالتناوُب: كلّ أسير يستحمّ مرّة كلّ يومين أو ثلاثة. كانوا يجلبون لنا "شامبو" بكمية قليلة جدّاً وعلى فترات متباعدة، فنضطرّ إلى تخفيفه بالماء لكي يكفي الجميع. لم يجلبوا لنا مناشف ممّا اضطرّنا أن نرتدي ملابسنا وأجسادنا مبلّلة. معظم الوقت لم يتوفّر ورق تواليت، إذ كانوا يجلبون لنا لفّتين في الأسبوع لجميع الأسرى في الزنزانة، أي لـ 10-12 شخصاً. كان السجّانون يأتون إلى زنازيننا ويصوّروننا وهُم يعلّقون متباهين بالظروف الصّعبة في السّجن. في سجن "جلبوع" كان الطعام أفضل قليلاً. كان مطبوخاً على الأقلّ. أمّا الكميّات فكانت قليلة جدّاً هناك أيضاً. كانوا يشعلون الأنوار طوال ساعات اللّيل والنهار، وإذا تجرّأ معتقل على إطفاء النور دخل السجّانون الزنزانة وضربوا جميع المعتقلين.

كانوا يدخلون إلى الزنازين من حين إلى آخر دون أيّ سبب ويختارون معتقلاً ثمّ ينهالون عليه ضرباً. أو يدخلون ويُجرون تفتيشاً، يُجبروننا أن ننبطح على بُطوننا، يقيّدوننا ويُبقون معتقلاً واحداً دون قيود ثمّ يُجبرونه أن يزحف ويقبّل نعالهم. وإذا رفض كان يتلقّى الضرب بالطبع.

ذات مرّة جاءوا وأمرونا بأن نوقّع على اعتراف بأنّنا سكبنا كأس ماء في السّاحة ولذلك لن نخرج للاستحمام طوال سبعة أيّام. عندما رفضنا التوقيع عاقبونا: اقتحموا الزنزانة عدّة مرّات، نحو 20 سجّاناً في كلّ مرّة، وهُم يصرُخون ثمّ يفتّشون أجسادنا ويقيّدون أيدينا خلف ظهورنا ويكبّلون أرجلنا، وبعد ذلك يلقوننا في السّاحة ريثما يُجرون تفتيشاً في الزنزانة. لم تكن أيّة حاجة لتفتيش الزنزانة لأنّها خالية أصلاً من أيّ شيء. أقصى ما كان يمكن وجوده فيها هو عُلبة طعام فارغة احتفظنا بها. أحياناً كانوا يقتحمون الزنزانة خلال تناوُلنا الوجبة فيسكبون الطعام علينا وعلى الفرشات؛ ونحن لا نملك أيّة وسيلة للتنظيف. وفعلاً، أبقونا سبعة أيّام دون استحمام، ثمّ مدّدوا فترة العقوبة لتصبح 13 يوماً.

في 9.2.24 تمّ إطلاق سراحي إلى الحبس المنزليّ، وهو لا يزال مستمرّاً حتى اليوم لأنّ المحكمة ما زالت تنظر في قضيّتي. لدى إطلاق سراحي كان وزني أقلّ بـ10-15 كغم، وكنت في غاية الوهن بسبب الطعام غير المغذّي وقلّة النوم.

أنا الآن مع سوار إلكترونيّ ولكن يُمنع عليّ العودة إلى منزلي في أمّ الفحم بذريعة أنّني أحرّض أهالي المنطقة. اضطررت إلى استئجار منزل في حيفا يكلّفني 3,500 ش. ج. شهريّاً. زوجتي هي كفيلتي ولذلك يجب أن تبقى معي. خلال الأسبوع يضطرّ أولادي، وهُم لا يزالون تلاميذ في المرحلة الابتدائيّة، إلى الإقامة مع أعمامهم لكي يظلّوا قريبين من المدرسة. ولأنّ الحبس المنزلي قد امتدّ، قمنا بتدبير كفلاء إضافيّين، وهذا يُتيح لزوجتي أن تتنقّل بين حيفا وأمّ الفحم لتقضي بعض الوقت مع الأولاد. أنا ممنوع من العمل ولديّ مصاريف كثيرة جدّاً. فرضوا عليّ إيداع كفالة مقدارها 45,000 ش.ج.، دفعتُ أنا منها مبلغ 15,000 ش.ج. منها، بينما ساعد أفراد من العائلة وعدد من الأصدقاء ودفع كلّ منهم 5,000 ش.ج. هذا الوضع يولّد صعوبات للجميع.

لقد عانى أطفالي كثيراً. لقد شاهدوا توثيق اعتقالي العنيف. فقد اقتحمت الشرطة منزلنا وقلبت كل محتوياته رأساً على عقب؛ وبعد مضيّ يومين على اعتقالي أطلق ملثّمون النار على منزلنا. زوجتي والأولاد مرّوا بتجربة صعبة ولا يزالون. عندما يكون الأولاد هُنا في حيفا يُحظر عليّ وعلى زوجتي الخروج معهم فيبقون هُم أيضاً في حبس منزليّ معنا، إلّا إذا خرجوا بصحبة صديق أو صديقة لنا. إضافة إلى ذلك، منذ إطلاق سراحي تصلني تهديدات بسحب رُخصتي لمزاولة مهنة المحاماة، وبالفعل عُقدت جلستان للنظر في هذا الأمر. السّوار الإلكترونيّ يقيّد حركتي ولا أستطيع حتى زيارة الطبيب دون تصريح خاصّ. وعندما أقدّم طلبًا للحصول على تصريح، يمضي وقت طويل حتى الحصول عليه، ممّا اضطرّني إلى تناوُل أدوية على مسؤوليّتي. وقد مُنعتُ أيضًا من استخدام وسائل التواصُل الاجتماعي، بما فيها "الواتس أب".

- سجلت الإفادة، هاتفيّاً، باحثة بتسيلم الميدانيّة سلمى الدّبعي في 14.6.24