٦٠٠ أسير فلسطيني يعانون الإهمال الطبي المتعمد

     

الأسرى‭ ‬المرضى

بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الاسرى‭ ‬المرضى‭ ‬قرابة‭ ‬‮٠٠٦‬‭ ‬أسير‭ ‬مريض،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬أسماء‭ ‬الأسرى‭ ‬المرضى‭ ‬القابعين‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬‮«‬عيادة‭ ‬الرملة‮: ‬خالد‭ ‬الشاويش،‭ ‬منصور‭ ‬موقدة،‭ ‬معتصم‭ ‬ردّاد،‭ ‬ناهض‭ ‬الأقرع،‭ ‬وإياد‭ ‬حريبات‭‬،‭ ‬علماً‭ ‬أنّ‭ ‬غالبيتهم‭ ‬يقبعون‭ ‬منذ‭ ‬تاريخ‭ ‬اعتقالهم‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬‮«‬عيادة‭ ‬الرملة‮»‬‭ ‬وشهدوا‭ ‬على‭ ‬استشهاد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬رفاقهم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭. ‬

ممن‭ ‬تم‭ ‬تشخيصهم‭ ‬200‭ ‬حالة‭ ‬مرضية‭ ‬مزمنة‭ ‬بينهم‭ (‬٢٤‬‭) ‬أسيراً‭ ‬مصابون‭ ‬بالسّرطان‭ ‬وأورام‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة،‭ ‬أخطر‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬الأسير‭ ‬ناصر‭ ‬أبو‭ ‬حميد‭ ‬الذي‭ ‬واجه‭ ‬وضعًا‭ ‬صحياً‭ ‬خطيراً،‭ ‬جراء‭ ‬إصابته‭ ‬بسرطان‭ ‬في‭ ‬الرئة‭ ‬‭ ‬واستشهد‭ ‬بتاريخ ٢٠-١٢-٢٠٢٢ ‬‭ ‬وتم‭ ‬احتجاز‭ ‬جثمانه‭ ‬في‭ ‬ثلاجات‭ ‬الموتى‭ ‬لدى‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتم‭ ‬رفض‭ ‬تسليمه‭ ‬لأهله‭ ‬بعد‭ ‬استشهاده‭.‬

الأسير‭ ‬ناصر‭ ‬أبو‭ ‬حميد

استشهد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قضى‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬الاعتقال‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬اشقاؤه‭ ‬الأربعة‭ ‬المحكومون‭ ‬بالمؤبد‭ ‬رهن‭ ‬الاعتقال

 ‬اعتقلت‭ ‬قوت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ناصر‭ ‬أبو‭ ‬حميد(‭ ‬50‭ ‬عاماً)‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬وهو‭ ‬قاصر،‭ ‬ثم‭ ‬توالت‭ ‬الاعتقالات‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينكسر‭ ‬أو‭ ‬تُثني‭ ‬إرادته‭ ‬إجراءات‭ ‬السجّان،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتزعزع‭ ‬قناعاته‭ ‬بعدالة‭ ‬قضيته‭ ‬وحقوق‭ ‬شعبه،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬خرج‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬صلابة‭ ‬وشموخاً،‭ ‬وأكثر‭ ‬نشاطاً‭ ‬ودفاعاً‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬وحقوق‭ ‬شعبه،‭ ‬فظل‭ ‬وفياً‭ ‬للأرض‭ ‬والقضية،‭ ‬ومقاتلاً‭ ‬شرساً‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المُحتل‭ ‬ومستوطنيه‭. ‬ومع‭ ‬اندلاع‭ ‬انتفاضة‭ ‬الأقصى‭ ‬سنة‭ ‬2000،‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬كتائب‭ ‬شهداء‭ ‬الأقصى‭ ‬التابعة‭ ‬لحركة‭ ‬‮«‬فتح‮»‬،‭ ‬وأصبح‭ ‬قائداً‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وقاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬البطولية‭ ‬ضد‭ ‬المحتل‭ ‬وجنوده‭ ‬ومستوطنيه،‭ ‬وحاول‭ ‬الاحتلال‭ ‬اغتياله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬مطارَد،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬اعتقاله‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬2002‭ ‬برفقة‭ ‬أخيه‭ ‬نصر‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬قلنديا‭ ‬للاجئين،‭ ‬وتعرّض‭ ‬لتحقيق‭ ‬قاسٍ،‭ ‬وتعذيب‭ ‬جسدي‭ ‬ونفسي،‭ ‬وبتاريخ‭ ‬24‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬نفسه،‭ ‬أصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬بحقه‭ ‬حكماً‭ ‬بالسجن‭ ‬المؤبد‭ ‬المفتوح‭ ‬سبع‭ ‬مرات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬أُخرى،‭ ‬وبعد‭ ‬اعتقاله‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الحركة‭ ‬الأسيرة،‭ ‬ومثَّل‭ ‬الأسرى‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواجهات‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وتمر‭ ‬الأيام‭ ‬والسنين‭ ‬وتمضي‭ ‬الأعمار‭ ‬في‭ ‬السجون،‭ ‬ليمضي‭ ‬ناصر‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬أمضى‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬عمراً‭ ‬يفوق‭ ‬ما‭ ‬أمضاه‭ ‬خارجه،‭ ‬ولا‭ ‬زال‭ ‬أشقاؤه‭  ‬الأربعة‭ ‬يقضون‭ ‬جميعاً‭ ‬أحكاماً‭ ‬بالسجن‭ ‬المؤبد‭ (‬مدى‭ ‬الحياة‭)‬،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬مقاومتهم‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وهم‭:  ‬نصر،‭ ‬المحكوم‭ ‬بخمسة‭ ‬مؤبدات،‭ ‬ومحمد‭ ‬المحكوم‭ ‬بمؤبدين‭ ‬وثلاثين‭ ‬عاماً،‭ ‬وشريف‭ ‬المحكوم‭ ‬بأربعة‭ ‬مؤبدات،‭ ‬وإسلام‭ ‬المحكوم‭ ‬بمؤبد‭ ‬وثمانية‭ ‬أعوام‭. ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬هو‭ ‬شقيق‭ ‬الشهيد‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬أبو‭ ‬حميد‭ ‬من‭ ‬كتائب‭ ‬القسام‭ ‬الذي‭ ‬اغتالته‭ ‬قوات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬أيار‭/‬مايو‭ ‬1994‭.‬

وفي‭ ‬آب‭/‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬طرأ‭ ‬تدهور‭ ‬خطير‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬للأسير‭ ‬ناصر،‭ ‬فتبين‭ ‬أنه‭ ‬مصاب‭ ‬بمرض‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬وفي‭ ‬مرحلة‭ ‬متقدمة‭. ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬الخبيث‭ ‬أصابه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬سجنه‭ ‬الطويلة،‭ ‬جرّاء‭ ‬ظروف‭ ‬الاحتجاز‭ ‬الصعبة‭ ‬وسوء‭ ‬المعاملة‭ ‬وتدنّي‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة‭ ‬وغياب‭ ‬الفحوصات‭ ‬الدورية‭ ‬واستمرار‭ ‬سياسة‭ ‬الإهمال‭ ‬الطبي‭ ‬المتعمد‭. ‬وبعد‭ ‬مطالبات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحقوقية‭ ‬وخطوات‭ ‬احتجاجية‭ ‬من‭ ‬الأسرى،‭ ‬أُجريت‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر2021‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬لاستئصال‭ ‬الورم،‭ ‬و10سم‭ ‬من‭ ‬محيطه،‭ ‬إلّا‭ ‬إن‭ ‬إدارة‭ ‬السجون‭ - ‬كعادتها‭- ‬أعادته‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬قبل‭ ‬تماثله‭ ‬للشفاء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬له‭ ‬الرعاية‭ ‬اللازمة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬مجدداً،‭ ‬وبصورة‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تلقّيه‭ ‬الجرعة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اضطر‭ ‬إدارة‭ ‬سجن‭ ‬عسقلان‭ ‬إلى‭ ‬نقله‭ ‬مجدداً،‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬‮«‬برزلاي‮»‬‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬السجن،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬كان‭ ‬وضعه‭ ‬الصحي‭ ‬خطيراً‭ ‬للغاية،‭ ‬فأُدخل‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬العناية‭ ‬المكثفة‭ ‬تحت‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬جرّاء‭ ‬التهاب‭ ‬حاد‭ ‬أصاب‭ ‬رئتيه‭  ‬بتلوث‭ ‬جرثومي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬عمل‭ ‬الرئتين‭ ‬وجهاز‭ ‬المناعة‭ ‬لديه،‭ ‬حيث‭ ‬استشهد‭ ‬بتاريخ‭ ‬‮ ٠٢-٢١-٢٢٠٢.‬