أساور الأسرى .. بين أدوات الاحتلال للتهديد والوصم قبل الإفراج

  

 

في دفعة التبادل الرابعة التي أفرج عنها الاحتلال الإسرائيلي عن 183 أسيرًا فلسطينيًا، برزت تفاصيل جديدة تكشف عن أسلوب مروع في معاملة الأسرى خلال فترة اعتقالهم. فقد كشف الأسرى المحررون عن وجود ثلاث أساور تُلبس في معاصمهم، يرمز كل منها إلى جهة مختلفة من الجهات التي اعتقلتهم.

تفاصيل الأساور ومعناها

وفقًا للشهادات، يحمل كل أسير ثلاثة أساور تختلف مصادرها: الأولى يصدرها إدارة السجون التابعة للاحتلال، والثانية من جهاز المخابرات الإسرائيلي، بينما ترمز الثالثة إلى رسالة تهديد ووعيد. وتوضح هذه الأساور رسائل مُحددة؛ إذ يُشبه الأسرى وضعها بوضعية المولود الذي تُلف معصمه أساور تحمل اسمه عند ولادته، لكن في حالة الأسرى يتناقض هذا الوصف مع واقع الألم والظلم الذي عاشوه في السجون.

شهادات من داخل السجون

أفاد الأسرى المحررون بأن الرسائل المنقوشة على إحدى الأساور، والتي كتبها ضابط أمني، تحمل عبارة “الشعب المختار لا ينسى، أطارد أعدائي وأمسك بهم”، ما يعكس طبيعة الرسائل القاسية والتهديدية.

كما روى المحرر وائل سمارة تفاصيل توزيع الأساور، مشيرًا إلى أن إحدى الأساور وُضعت عقب مقابلة مع جهاز المخابرات، وأخرى من إدارة السجون، بينما كُتبت الرسالة على الثالثة التي توعدهم بالملاحقة والعقاب.

وأضاف سمارة أن الأسرى تعرضوا لإجراءات تعسفية شملت الضرب والتهديد وانعدام النوم والحرمان من الطعام، إلى جانب حرب نفسية مستمرة على مدار الساعة، ما أسفر عن معاناة بدنية ونفسية بالغة.

وفي تصريح آخر، قال الأسير المفرج عنه بشار شواهنة: إن الأسرى يخرجون من السجون معذبين، في حين يُظهر الأسرى الإسرائيليون حالات صحية أفضل عند الإفراج عنهم، مما يعكس التباين في المعاملة والظلم المؤسسي.

تداعيات الإفراج والحالة الصحية

أفادت المصادر بأن عددًا من الأسرى قد توجهوا اليوم إلى المستشفيات لتلقي العلاج من الإصابات والجروح الناجمة عن التنكيل والتعذيب الذي تعرضوا له خلال فترة اعتقالهم الطويلة.

كما أكّد نادي الأسير الفلسطيني أن الأسرى المحررين تعرضوا للضرب المبرح قبيل الإفراج، مشددًا على أن الاحتلال يمارس إرهابًا منظّمًا ضد الأسرى ويمنع عائلاتهم من تنظيم احتفالات استقبال تعبر عن فرحتهم.

ردود الفعل والمطالب الدولية

من جانبها، شددت حركة “حماس” على أن عمليات التنكيل والتعذيب التي يتعرض لها الأسرى تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، داعيةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.

وأفرجت قوات الاحتلال السبت 183 أسيرًا فلسطينيا، بينهم 111 اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، مقابل إطلاق 3 أسرى إسرائيليين من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.