سميح عليوي.. اهمال طبي متعمد وشهيدا في سجون الاحتلال

  

سميح عليوي.. اهمال طبي متعمد وشهيدا في سجون الاحتلال

20 نوفمبر 2024 .

قبل نحو 4 عقود من الزمن، انخرط الشاب سميح عليوي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع انطلاقة الانتفاضة الأولى، لتبدأ مبكرا رحلته مع الاعتقالات التي اختتمها شهيدا في سجون الاحتلال؛ حبيس القيد والإهمال الطبي.

وأعلن صباح الجمعة الماضي عن استشهاده عن عمر ناهز (61 عاماً)، بعد معاناته مع مرض السرطان وما لقيه من إهمال طبي في سجون الاحتلال.

وقبل استشهاده بأسبوع، تدهورت الحالة الصحية للأسير عليوي الذي كان يقبع في سجن النقب، ونقل إلى المستشفى فاقداً الوعي.

ومن خلال أحد الأسرى المفرج عنهم حديثا، علمت عائلة عليوي بوضعه الصحي، إذ سلمهم الأسير المحرر بنطالاً وقميصاً يخصان الأسير عليوي، في إشارة منه أنه يشعر بدنوّ أجله، بعد أن انتشر السرطان في جسده وماطلت إدارة السجون في علاجه.

وأكد الأسير المحرر أن إدارة السجون لم تسمح بنقله إلى المستشفى إلا قبل فترة وجيزة، وقد فقد أكثر من 40 كيلوغراما من وزنه، رغم أنه كان يتمتع بصحة جيدة قبل اعتقاله الأخير في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان وزنه يزيد عن 110 كيلوغرامات.

وكان عليوي قد خضع لعمليات جراحية عدة، منها قص جزء من أمعائه بعدما أصيب بورم حميد، وكان من المفترض أن يجري عملية جراحية أخرى في ديسمبر/كانون الأول 2023 لكن علاجه توقف بعد اعتقاله ما فاقم وضعه الصحي، وصار لا يستطيع تناول الطعام ولو قطعة صغيرة منه.

 

وقبل استشهاده، أكد عليوي لمحاميه أنه تعرّض للتنكيل واعتداءات متكررة، خاصة أثناء نقله للعيادة التي كان يخرج منها مقيدا، وأنه لم يحصل على أي علاج منذ اعتقاله، ولم يعد يستطيع تناول الطعام، رغم تدخل مؤسسات حقوقية مختصة في الداخل للضغط على إدارة السّجون لتوفير العلاج له.

 

بدأت رحلة عليوي مع الاعتقال عام 1988، والتي استنزفت من عمره ما أكثر من 10 أعوام على فترات متفرقة، يضاف إليها قرابة 4 أعوام أمضاها في سجون السلطة الفلسطينية.

كان عليوي خلال اعتقالاته يعتبر نفسه خادما لإخوانه الأسرى دون تكبّر أو تمنن، كما يؤكد من رافقه في أسره.

ويقول الأسير المحرر فؤاد الخفش، إن عليوي كان خادما لإخوانه بشكل كبير، وكان يجد نفسه بخدمة إخوانه لا يتكبر عن فعل كل شيء أو أي شيء.

ويضيف: "كان يمضي ساعات طوال يحضر الطعام وحده لإخوانه، وجبة الإفطار والوجبة الرئيسية دون تعب أو كلل أو ملل، مع كل ذلك لا ينتظر شكر أي أسير، بل يعتبر ذلك واجباً.. يحضر الطعام وهو يرسل النكات والابتسامات والتعليقات التي تخفف عن الأسرى وتدخل السرور عليهم".