اعتقال أفراد الدفاع المدني والهلال الاحمر في رفح واعدامهم ميدانياً جريمة حرب

  

في‭ ‬ظل‭ ‬الجرائم‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬تم‭ ‬اعتقال‭ ‬وإعدام‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬رفح‭ ‬ميدانياً‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬وحشية‭ ‬تشكل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬صارخًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬وخرقًا‭ ‬فاضحًا‭ ‬لاتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬ونظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬

فقد‭ ‬حاصر‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬طاقمًا‭ ‬من‭ ‬المسعفين‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬توجه‭ ‬لإنقاذ‭ ‬مصابين‭ ‬باستهداف‭ ‬إسرائيلي‭ ‬قرب‭ ‬بركسات‭ ‬وكالة‭ ‬الغوث‭ ‬‮«‬أونروا‮»‬‭ ‬بحي‭ ‬تل‭ ‬السلطان‭ ‬قبل‭ ‬اسبوع‭ ‬من‭ ‬اعدامهم،‭ ‬حيث‭ ‬فُقد‭ ‬الاتصال‭ ‬بهم،‭ ‬ورفض‭ ‬الجيش‭ ‬إعطاء‭ ‬معلومات‭ ‬عنهم‭ ‬أو‭ ‬السماح‭ ‬لانقاذهم،‭  ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬المناشدات‭ ‬والنداءات‭ ‬للإفراج‭ ‬عن‭ ‬طاقم‭ ‬المسعفين‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬لم‭ ‬يستجب‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ورفض‭ ‬إعطاء‭ ‬أي‭ ‬معلومات،‭ ‬ليتبين‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬الجاري،‭ ‬أنهم‭ ‬استشهدوا‭ ‬بمجزرة،‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬طواقم‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬مكتب‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬‮«‬أوتشا‮»‬،‭ ‬للمنطقة‭ ‬التي‭ ‬حوصروا‭ ‬فيها‭.‬

فيما‭ ‬افاد‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬بغزة،‭ ‬ان‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬نكل‭ ‬بشهداء‭ ‬المنظومة‭ ‬الإغاثية‭ ‬ودفنهم‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬جماعية‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬أعدمهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭  ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬رفح،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اعدام‭ ‬‮١٤‬‭ ‬فردا‭ ‬من‭ ‬طواقم‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬والهلال‭ ‬الاحمر،‭ ‬وروى‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬مشاهد‭ ‬مروعة‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬انتشال‭ ‬الجثامين،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬كانا‭ ‬مقيدا‭ ‬اليدين‭ ‬والقدمين،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تقييد‭ ‬مُسعفين،‭ ‬ووجدنا‭ ‬بعضهم‭ ‬مقطعي‭ ‬الرأس،‭ ‬وأقل‭ ‬شهيد‭ ‬من‭ ‬المسعفين‭ ‬وأفراد‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬30‭ ‬رصاصة‭ ‬على‭ ‬جسده،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬دفنهم‭ ‬جميعًا‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬جماعية،‭ ‬بحفرة‭ ‬يزيد‭ ‬عمقها‭ ‬عن‭ ‬مترين،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬سياراتهم،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭  ‬أخرجهم‭ ‬منها،‭ ‬واقتادهم‭ ‬للمكان‭ ‬ثم‭ ‬قتلهم‭ ‬وردمهم‭ ‬بالحفرة‮»‬‭.‬

إن‭ ‬استهداف‭ ‬فرق‭ ‬الإسعاف‭ ‬والإنقاذ،‭ ‬الذين‭ ‬كرسوا‭ ‬حياتهم‭ ‬لإنقاذ‭ ‬المدنيين‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬يعد‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬لا‭ ‬تسقط‭ ‬بالتقادم،‭ ‬وفقًا‭ ‬لنظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يجرّم‭ ‬الهجمات‭ ‬المتعمدة‭ ‬ضد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وانتهاكا‭ ‬فاضحا‭ ‬لاتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬الرابعة‭ ‬التي‭ ‬تصنف‭ ‬القتل‭ ‬العمد‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي‭ ‬والإغاثي‭ ‬ضمن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ويمكن‭ ‬ملاحقة‭ ‬مرتكبيها‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬المحاكم‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬مبدأ‭ ‬الولاية‭ ‬القضائية‭ ‬العالمية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬المقام،‭ ‬تطالب‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدولية‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬الاسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ (‬تضامن‭) ‬بما‭ ‬يلي‭:‬

‮١‬‭- ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬دولي‭ ‬عاجل‭ ‬ومستقل‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ (‬ICC‭) ‬ولجان‭ ‬التحقيق‭ ‬الأممية‭ ‬المختصة،‭ ‬لمحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭.‬

‮٢‬‭-  ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬فورية‭ ‬ضد‭ ‬مرتكبي‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬سواء‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬آلية‭ ‬الولاية‭ ‬القضائية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬ذلك‭.‬

3-‭  ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬دولية‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬ومحاسبتها‭ ‬على‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬الممنهجة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭.‬

‮٤‬‭-  ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬الدولية‭ ‬للطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬والإغاثية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ودعوة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬واضح‭ ‬وحازم‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬ووقف‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

إن‭ ‬صمت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المستمرة‭ ‬يشجع‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬التمادي‭ ‬في‭ ‬جرائمه‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬العقاب‭. ‬وعليه،‭ ‬فإننا‭ ‬نطالب‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والأممية‭ ‬بتحمل‭ ‬مسؤولياتها،‭ ‬والتحرك‭ ‬الفوري‭ ‬لضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬وإنصاف‭ ‬الضحايا‭ ‬وعائلاتهم‭.‬

المؤسسة‭ ‬الدولية‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطيينيين

‭(‬تضامن‭)‬