صحيفة الانديبندنت البريطانية تنشر تحقيقاً خاصاً حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق الاسرى والمعتقلين

  

نشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬الانديبندنت‭ ‬البريطانية‭ ‬تحقيقاً‭ ‬خاصاً‭ ‬حول‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬بحق‭ ‬الاسرى‭ ‬والمعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬قامت‭ ‬‮«‬تضامن‮»‬‭  ‬بترجمته‭ ‬تسهيلاً‭ ‬لتداوله‭ ‬في‭ ‬الاوساط‭ ‬الاعلامية‭ ‬والحقوقية،‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬نشر‭ ‬نسخته‭ ‬الانجليزية‭ ‬وارفاق‭ ‬فيديو‭ ‬توثيقي‭ ‬من‭ ‬انتاج‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الانديبندنت‮»‬‭ .‬

 

تحقيق‭ ‬خاص‭ ‬أجرته‭ ‬كبيرة‭ ‬المراسلين‭ ‬الدوليين‭ ‬بيل‭ ‬ترو‭ ‬وراتب‭ ‬القيسي‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬مزاعم‭ ‬بتعرض‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لمعاملة‭ ‬وحشية‭ ‬في‭ ‬المرافق‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاغتصاب‭ ‬والتعذيب‭ ‬والإهمال‭ ‬الطبي‭ ‬والموت‭. ‬إسرائيل‭ ‬ترفض‭ ‬جميع‭ ‬الاتهامات‭ ‬بارتكاب‭ ‬أي‭ ‬مخالفات‭.‬

معتقلون‭ ‬فلسطينيون‭ ‬دون‭ ‬تهمة‭ ‬يروون‭ ‬شهاداتهم

حول‭ ‬تعذيب‭ ‬ومعاملة‭ ‬وحشية‭  ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي

مقيد‭ ‬اليدين‭ ‬ويرتجف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬زنزانة‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬بجنوب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وجد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نفسه‭ ‬محاطًا‭ ‬بخمسة‭ ‬جنود،‭ ‬مسلحين‭ ‬بالكلاب،‭ ‬يُزعم‭ ‬أن‭ ‬الجنود‭ ‬الخمسة‭ ‬قاموا‭ ‬بركله‭ ‬وضربه‭ ‬ودهسه‭ ‬وهو‭ ‬ممدد‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬واصلوا‭ ‬اعتداءهم،‭ ‬حيث‭ ‬يُتهمون‭ ‬باستخدام‭ ‬مسدسات‭ ‬الصعق‭ ‬والأدوات‭ ‬الحادة‭ ‬لمهاجمته‭ ‬والاعتداء‭ ‬عليه‭ ‬جنسيًا‭ ‬بهذه‭ ‬الأدوات،‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬اللحظات،‭ ‬يُزعم‭ ‬أن‭ ‬الجنود‭ ‬طعنوه‭ ‬بقوة‭ ‬حتى‭ ‬اخترقت‭ ‬الجروح‭ ‬أردافه‭ ‬وفتحة‭ ‬شرجه‭. ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬الاعتداء‭ ‬الوحشي‭ ‬المزعوم‭ ‬إلى‭ ‬إدخاله‭ ‬المستشفى‭ ‬بإصابة‭ ‬في‭ ‬الرئة،‭ ‬وكسور‭ ‬في‭ ‬الأضلاع،‭ ‬وتمزق‭ ‬في‭ ‬المستقيم‭ ‬تطلب‭ ‬جراحة‭ ‬لتركيب‭ ‬فتحة‭ ‬إخراج‭ ‬صناعية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬وُجهت‭ ‬إليه‭ ‬أي‭ ‬تهمة‭ ‬بارتكاب‭ ‬جريمة‭.‬

 

هذه‭ ‬الشهادة‭ ‬الصادمة‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الضحية‭ ‬المزعومة‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬لائحة‭ ‬الاتهام‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬نفسه‭ ‬ضد‭ ‬جنوده،‭ ‬والتي‭ ‬اطلعت‭ ‬عليها‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الإندبندنت‮»‬‭.‬

وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عدة‭ ‬تقارير‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬مزاعم‭ ‬تعذيب‭ ‬بحق‭ ‬المعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭.‬

 

في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر،‭ ‬اتهمت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬باستخدام‭ ‬العنف‭ ‬الجنسي‭ ‬كـ»وسيلة‭ ‬حرب‮»‬‭.‬

 

وزعمت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العنف‭ ‬الجنسي‭ ‬والقائم‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاغتصاب‭ ‬والعنف‭ ‬ضد‭ ‬الأعضاء‭ ‬التناسلية،‭ ‬تم‭ ‬ارتكابه‭ ‬إما‭ ‬بأوامر‭ ‬صريحة‭ ‬أو‭ ‬بتشجيع‭ ‬ضمني‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.‬

 

رفضت‭ ‬إسرائيل‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬واتهمت‭ ‬معدّي‭ ‬التقرير‭ ‬بالتحيز‭.‬

تصاعدت‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات‭ ‬حول‭ ‬الوحشية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬شن‭ ‬مسلحون‭ ‬من‭ ‬حماس‭ ‬هجوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬الذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬1200‭ ‬إسرائيلي‭ ‬وأسر‭ ‬250‭ ‬آخرين‭. ‬ورغم‭ ‬توقف‭ ‬القتال‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬آخر‭ ‬الرهائن‭ ‬الإسرائيليين‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬شنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬هجومًا‭ ‬مدمرًا‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬نحو‭ ‬50،000‭ ‬شخص‭ ‬واعتقال‭ ‬الآلاف،‭ ‬وفقًا‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

 

 

لائحة‭ ‬اتهام،‭ ‬تشريح‭ ‬جثث،‭ ‬وشهادات‭ ‬تحت‭ ‬القسم

مع‭ ‬انهيار‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بين‭ ‬حماس‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬معاملة‭ ‬المعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والاعتقالات‭ ‬الجماعية‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬قبل‭ ‬18‭ ‬شهرًا‭. ‬وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قد‭ ‬تضاعف‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬10،000‭ ‬شخص،‭ ‬يحتجز‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬عزلة‭ ‬تامة‭ ‬دون‭ ‬توجيه‭ ‬اتهامات،‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬بعضهم‭ ‬ثم‭ ‬اعتقالهم‭ ‬مجددًا‭.‬

 

وقد‭ ‬جمعت‭ ‬‮«‬الإندبندنت‮»‬‭ ‬لوائح‭ ‬اتهام‭ ‬وتقارير‭ ‬تشريح‭ ‬جثث‭ ‬وشهادات‭ ‬تحت‭ ‬القسم‭ ‬من‭ ‬معتقلين‭ ‬سابقين‭.‬

 

وصف‭ ‬المحتجزون‭ ‬السابقون‭ ‬أشكال‭ ‬التعذيب‭ ‬المختلفة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجسدي‭ ‬العنيف،‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬النوم،‭ ‬والعنف‭ ‬الجنسي،‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭.‬

في‭ ‬أحد‭ ‬تقارير‭ ‬التشريح،‭ ‬وُجد‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬المعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬توفوا‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬تعرض‭ ‬لاستخدام‭ ‬مفرط‭ ‬للقيود‭ ‬وآثار‭ ‬ضرب‭ ‬عنيف‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬نزيف‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭.‬

 

هذا‭ ‬الأسبوع،‭ ‬قال‭ ‬الفائز‭ ‬بجائزة‭ ‬الأوسكار‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬حمدان‭ ‬بلال،‭ ‬إنه‭ ‬تعرض‭ ‬للضرب‭ ‬بعقب‭ ‬بندقية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جندي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬واحتُجز‭ ‬لمدة‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

 

الاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬للقوة،‭ ‬كسور‭ ‬في‭ ‬الأضلاع،‭ ‬ونزيف‭ ‬في‭ ‬الدماغ

اطلعت‭ ‬‮«‬الإندبندنت‮»‬‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬تقارير‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬التي‭ ‬أعدها‭ ‬أطباء‭ ‬إسرائيليون‭ ‬لعائلات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬ماتوا‭ ‬أثناء‭ ‬الاحتجاز‭.‬

بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬يمكن‭ ‬لعائلات‭ ‬المتوفين‭ ‬طلب‭ ‬حضور‭ ‬طبيب‭ ‬مستقل‭ ‬لمراجعة‭ ‬تقارير‭ ‬التشريح‭. ‬وتم‭ ‬إرسال‭ ‬بعض‭ ‬الجثث‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬معهد‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬في‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬لإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬التشريح‭.‬

تصف‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬حجم‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬المعتقلون‭ ‬قبل‭ ‬وفاتهم‭.‬

 

في‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬فلسطيني‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬مجدو‭ ‬شمال‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭:‬

 

‮«‬تمت‭ ‬ملاحظة‭ ‬كدمات‭ ‬على‭ ‬الصدر‭ ‬الأيسر،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬كسور‭ ‬في‭ ‬الأضلاع‭ ‬وعظام‭ ‬الصدر‭ ‬تحته‮»‬‭. ‬كما‭ ‬لوحظت‭ ‬كدمات‭ ‬خارجية‭ ‬على‭ ‬الظهر‭ ‬والأرداف‭ ‬والذراع‭ ‬اليسرى‭ ‬والفخذ‭ ‬والجانب‭ ‬الأيمن‭ ‬من‭ ‬الرأس‭ ‬والعنق‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬أخرى،‭ ‬لرجل‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬45‭ ‬عامًا‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024‭ ‬أثناء‭ ‬احتجازه‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬كيشون‭ ‬شمال‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وُجدت‭ ‬‮«‬علامات‭ ‬متعددة‭ ‬على‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجسدي‭ ‬والاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬للقيود،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬في‭ ‬نزيف‭ ‬دماغي‭ ‬صادم‮»‬‭.‬

كانت‭ ‬ساقه‭ ‬اليمنى‭ ‬منتفخة‭ ‬وكلا‭ ‬معصميه‭ ‬وكاحليه‭ ‬تحمل‭ ‬علامات‭ ‬القيود‭ ‬المحكمة،‭ ‬وفقًا‭ ‬للتقرير‭.‬

 

قال‭ ‬أحد‭ ‬الأطباء‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الذين‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭  ‬عمليات‭ ‬التشريح‭ ‬لجثث‭ ‬المعتقلين‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬عائلاتهم‭: ‬‮«‬إن‭ ‬رؤية‭ ‬بعض‭ ‬علامات‭ ‬الاعتداء‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬قمة‭ ‬الجليد‮»‬‭.‬

رفض‭ ‬الطبيب‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬لأسباب‭ ‬أمنية،‭ ‬لكنه‭ ‬وصف‭ ‬حضوره‭ ‬لجلسة‭ ‬تشريح‭ ‬لرجل‭ ‬في‭ ‬الثلاثينيات‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬توفي‭ ‬أثناء‭ ‬الاحتجاز‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭.‬

‮«‬كان‭ ‬لديه‭ ‬أضلاع‭ ‬مكسورة‭ ‬وطحال‭ ‬ممزق،‭ ‬‮«‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬تعرضه‭ ‬لصدمة‭ ‬حادة‮»‬‭.‬

 

في‭ ‬أواخر‭ ‬نوفمبر،‭ ‬أشرف‭ ‬نفس‭ ‬الطبيب‭ ‬على‭ ‬تشريح‭ ‬جثة‭ ‬شاب‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬طولكرم‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الاستجواب‭. ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬كان‭ ‬جسده‭ ‬يحمل‭ ‬علامات‭ ‬عنف‭ ‬وإصابات‭ ‬متعددة،‭ ‬وفقًا‭ ‬للتقرير‭.‬

 

تنفي‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بشدة‭ ‬أي‭ ‬تصرف‭ ‬خاطئ‭: ‬‮«‬ترفض‭ ‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تمامًا‭ ‬الادعاءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالإساءة‭ ‬النظامية‭ ‬للمعتقلين‭ ‬في‭ ‬منشآتها‮»‬‭.‬

‮«‬تعمل‭ ‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬حقوق‭ ‬المعتقلين‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬منشآتها‮»‬‭.‬

 

المعاملة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الحراس‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬تتركز‭ ‬معظم‭ ‬الادعاءات‭ ‬بشأن‭ ‬الإساءة‭ ‬على‭ ‬مركزين‭ ‬للاحتجاز‭: ‬منشأة‭ ‬عسكرية‭ ‬جديدة‭ ‬داخل‭ ‬سجن‭ ‬عوفر‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وقاعدة‭ ‬سديه‭ ‬تيمان‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إسرائيل‭.‬

 

أدلى‭ ‬حارس‭ ‬إسرائيلي‭ ‬في‭ ‬سديه‭ ‬تيمان‭ ‬بشهادة‭ ‬مجهولة‭ ‬تم‭ ‬تسريبها‭ ‬إلى‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الإندبندنت‮»‬‭ ‬حول‭ ‬الضغط‭ ‬المزعوم‭ ‬لممارسة‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

 

وصف‭ ‬الحارس‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬التقى‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬قائلاً‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬‮«‬الموقف‭ ‬القائل‭ ‬بإنه‭ '‬نعم،‭ ‬يجب‭ ‬ضربهم،‭ ‬يجب‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭'‬‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬بدأنا‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك‮»‬‭.‬

قال‭ ‬الحارس‭ ‬إنه‭ ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬ضد‭ ‬ضرب‭ ‬سجين‭ ‬فلسطيني‭ ‬أثناء‭ ‬الاستجواب،‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬جندي‭ ‬آخر‭: ‬‮«‬اصمت،‭ ‬أيها‭ ‬اليساري،‭ ‬هؤلاء‭ ‬غزاويون،‭ ‬هؤلاء‭ ‬إرهابيون،‭ ‬ما‭ ‬بك؟‮»‬

 

‮«‬لقد‭ ‬قيدنا‭ ‬أيديهم‭ ‬إلى‭ ‬السور‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يستطيعوا‭ ‬إزالة‭ ‬القيود‭ ‬جسديًا‮»‬،‭ ‬يقول‭. ‬‮«‬كان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬‮«‬الجنود‮»‬‭ ‬كانوا‭ ‬حقًا‭ ‬يتطلعون‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بهذه‭ ‬الأشياء‭. ‬عاقبناهم،‭ ‬نعم‭. ‬صرخنا‭ ‬في‭ ‬وجوههم‭ ‬أيضًا‮»‬‭.‬

 

في‭ ‬سديه‭ ‬تيمان،‭ ‬يصف‭ ‬المعتقلون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعزفون‭ ‬موسيقى‭ ‬راقصة‭ ‬صاخبة‭ ‬بلا‭ ‬توقف‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬احتجاز‭ ‬خاصة‭ ‬سُميت‭ ‬‮«‬الديسكو‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬محمد‭ ‬ر،‭ ‬38‭ ‬عامًا،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعتقاله‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬تفتيش‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬عائلته‭ ‬تهرب‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬في‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وتم‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬سديه‭ ‬تيمان‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقضي‭ ‬40‭ ‬يومًا‭ ‬في‭ ‬عوفر،‭ ‬قائلاً‭:‬

‭ ‬‮«‬موسيقى‭ ‬الترانس‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إضعافك‭ ‬نفسيًا‭ ‬قبل‭ ‬التحقيق‮»‬‭.‬

 

أحمد‭ ‬أ،‭ ‬59‭ ‬عامًا،‭ ‬مهندس‭ ‬تم‭ ‬اعتقاله‭ ‬في‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬في‭ ‬فبراير،‭ ‬تم‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬سديه‭ ‬تيمان‭ ‬وأطلق‭ ‬سراحه‭ ‬بعد‭ ‬شهر،‭ ‬قال‭:‬

‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬تركه‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬مع‭ ‬موسيقى‭ ‬صاخبة‭ ‬لمدة‭ ‬ليلتين‭ ‬ونصف‭.‬

قال‭:‬

‭ ‬‮«‬كان‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬لم‭ ‬يُسمح‭ ‬لك‭ ‬بالوقوف‭ ‬أو‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الحمام‭ ‬وبعض‭ ‬الناس‭ ‬تبولوا‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‮»‬‭.‬

 

مصطفى‭ ‬ح،‭ ‬41‭ ‬عامًا،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬احتجازه‭ ‬في‭ ‬سديه‭ ‬تيمان‭ ‬بعد‭ ‬اعتقاله‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬تفتيش‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬أثناء‭ ‬هروبه‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب،‭ ‬قال‭: ‬

‮«‬كل‭ ‬متر‭ ‬كنت‭ ‬تتحرك‭ ‬فيه،‭ ‬كانوا‭ ‬يضربونك،‭ ‬كانوا‭ ‬يصفعونك،‭ ‬كانوا‭ ‬يهينونك،‭ ‬استخدموا‭ ‬الكلاب،‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع،‭ ‬والصدمات‭ ‬الكهربائية‮»‬‭.‬

 

تم‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬مصير‭ ‬أحد‭ ‬إخوته‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬احتجازهم‭ ‬أيضًا‭: ‬

‮«‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬فقدوا‭ ‬سمعهم‭ ‬لأن‭ ‬الدم‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬آذانهم‭ ‬بسبب‭ ‬الصدمات‭ ‬الكهربائية‮»‬‭.‬

 

مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬تنفي‭ ‬مصلحة‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ (‬IPS‭) ‬والجيش‭ ‬جميع‭ ‬التهم،‭ ‬حيث‭ ‬افادت‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬IPS‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بالادعاءات‭ ‬الموصوفة‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬IPS‭ ‬‮«‬تعمل‭ ‬وفقًا‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‮»‬‭.‬

 

الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬أحد‭ ‬مجالات‭ ‬الإساءة‭ ‬المزعومة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالقلق‭ ‬حول‭ ‬احتجاز‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬للمعتقلين‭.‬

 

أظهر‭ ‬تقرير‭ ‬التشريح‭ ‬لعائلة‭ ‬محمد‭ ‬الصبار،‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬عوفر‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬أن‭ ‬أمعاءه‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تنفجر‭.‬

 

كان‭ ‬الشاب‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬هيرشسبرونغ،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬وظيفة‭ ‬الأمعاء‭ ‬الغليظة‭ ‬معيبة‭ ‬بسبب‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬الأعصاب‭. ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬غذائي‭ ‬خاص‭ ‬جدًا،‭ ‬وحقن‭ ‬شرجية،‭ ‬وأدوية‭.‬

وفقًا‭ ‬للتقرير،‭ ‬تم‭ ‬حرمانه‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬كانت‭ ‬الأمعاء‭ ‬قد‭ ‬تمددت‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنها‭ ‬ضغطت‭ ‬على‭ ‬الأعضاء‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬البطن،‭ ‬مما‭ ‬ألحق‭ ‬الضرر‭ ‬بوظيفة‭ ‬الكلى‭ ‬والرئتين‭ ‬وأوقف‭ ‬تدفق‭ ‬الدم‭.‬

 

‮«‬أظهرت‭ ‬صورة‭ ‬الأشعة‭ ‬المقطعية‭ ‬للبطن‭ ‬بوضوح‭ ‬أمعاء‭ ‬غليظة‭ ‬ضخمة‭ (‬15‭ ‬سم‭) ‬مليئة‭ ‬بالبراز‭ ... ‬مع‭ ‬علامات‭ ‬على‭ ‬تعفن‭ ‬الأنسجة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الوثيقة‭.‬

وخلصت‭ ‬الوثيقة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وفاته‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تُمنع‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬أخذ‭ ‬احتياجاته‭ ‬الطبية‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الخاص،‭ ‬وإذا‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬الطبية‭ ‬العاجلة‭ ‬عند‭ ‬ظهور‭ ‬الأعراض‭ ‬المبكرة‮»‬‭.‬

 

تنفي‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ذلك‭: ‬‮«‬يتلقى‭ ‬المعتقلون‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬علاج‭ ‬طبي‭ ‬الرعاية‭ ‬من‭ ‬موظفين‭ ‬طبيين‭ ‬مؤهلين،‭ ‬وإذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر،‭ ‬يتم‭ ‬نقلهم‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬الإضافي‮»‬‭.‬

العاملون‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المعتقلين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬والمسعفين‭.‬

 

تقول‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أطباء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ - ‬إسرائيل‮»‬‭ (‬PHRI‭) ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬احتجاز‭ ‬250‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬180‭ ‬طبيبًا‭ ‬خلف‭ ‬القضبان‭.‬

 

من‭ ‬أبرز‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬توفوا‭ ‬في‭ ‬الاحتجاز‭ ‬كان‭ ‬الدكتور‭ ‬عدنان‭ ‬البرش،‭ ‬50‭ ‬عامًا،‭ ‬الجراح‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشهير،‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬عوفر‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭.‬

آخر‭ ‬هو‭ ‬الدكتور‭ ‬إياد‭ ‬الرنتيسي،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التوليد‭ ‬وأمراض‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬كمال‭ ‬عدوان‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة،‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬ولكن‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬وفاته‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2024‭.‬

 

 

توفي‭ ‬ما‭ ‬يُقدّر‭ ‬بنحو‭ ‬70‭ ‬معتقلًا‭ ‬في‭ ‬الاحتجاز‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وفقًا‭ ‬لناجي‭ ‬عباس،‭ ‬مدير‭ ‬قسم‭ ‬الأسرى‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أطباء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ -‬‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.‬

 

يقول‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬ربما‭ ‬توفي‭ ‬200‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬الحجز‮»‬‭. ‬‮«‬في‭ ‬عام‭ ‬واحد،‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬حالة‭ ‬نعلم‭ ‬عنها‮»‬‭. ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء،‭ ‬تقول‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬هناك‭ ‬شاب‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬17‭ ‬عامًا‭ ‬توفي‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬مجيدو‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غامضة‭.‬

 

من‭ ‬غير‭ ‬المعتاد،‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أكدت‭ ‬وفاة‭ ‬الدكتور‭ ‬البرش،‭ ‬وقالت‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬محتجزًا‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬عوفر‭ ‬لأسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬تحقيقًا‭ ‬كان‭ ‬جارٍا‭.‬

تقول‭ ‬أرملته‭ ‬ياسمين‭ ‬إنها‭ ‬جمعت‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬من‭ ‬المعتقلين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنهم‭ ‬وكانوا‭ ‬زملاءه‭ ‬في‭ ‬الزنزانة‭: ‬‮«‬قبل‭ ‬اعتقال‭ ‬عدنان،‭ ‬كان‭ ‬وزنه‭ ‬90‭ ‬كيلوغرامًا،‭ ‬لكن‭ ‬وزنه‭ ‬انخفض‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬55‭ ‬كيلوغرامًا‭.‬

 

‮«‬الدكتور‭ ‬عدنان‭ ‬البرش‭ ‬كان‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬طعام‭ ‬قليل‭ ‬جدًا،‭ ‬يكفي‭ ‬فقط‭ ‬لإبقائه‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭. ‬ووفقًا‭ ‬للتقارير،‭ ‬كان‭ ‬مقيد‭ ‬اليدين،‭ ‬جالسًا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬القرفصاء‭ ‬ورأسه‭ ‬على‭ ‬ركبتيه‮»‬‭.‬

 

ردًا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات،‭ ‬تقول‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭: ‬‮«‬تعمل‭ ‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ولا‭ ‬تحتجز‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي‭ ‬بسبب‭ ‬عملهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‮»‬‭.‬

‮«‬يجب‭ ‬توضيح‭ ‬أن‭ ‬احتجاز‭ ‬الأشخاص‭ ‬المشتبه‭ ‬فيهم‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية‭ ‬والذين‭ ‬يعملون‭ ‬ككوادر‭ ‬طبية‭ ‬يتم‭ ‬مع‭ ‬ضمان،‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬حد‭ ‬ممكن،‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬متاحة‭ ‬لسكان‭ ‬المنطقة‭.‬‮»‬

تقول‭ ‬جيسيكا‭ ‬مونتيل،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬هموكيد‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الخيرية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬المساعدة‭ ‬القانونية‭ ‬المجانية‭ ‬للفلسطينيين‭: ‬

إن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬5000‭ ‬فلسطيني‭ ‬يتم‭ ‬احتجازهم‭ ‬في‭ ‬الاعتقال‭ ‬الإداري‭ ‬أو‭ ‬بموجب‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬المقاتلين‭ ‬غير‭ ‬القانونيين‮»‬‭.‬

 

وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬احتجازهم‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى،‭ ‬دون‭ ‬تهمة‭ ‬أو‭ ‬محاكمة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التهم‭ ‬أو‭ ‬الأدلة‭ ‬ضدهم‭.‬

 

وقالت‭ ‬جنا‭ ‬أبو‭ ‬حسنة،‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬‮«‬الضمير‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تراقب‭ ‬معاملة‭ ‬المعتقلين،‭ ‬إن‭ ‬السجناء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬عبر‭ ‬مكالمة‭ ‬فيديو‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬القاضي‭ ‬وبدون‭ ‬تمثيل‭ ‬قانوني‭.‬

وقالت‭: ‬‮«‬وصف‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬بأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المكالمات‭ ‬الفيديو‭ ‬‮«‬‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬محامٍ‮»‬‭. ‬وأضافت،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬شهادات‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الإندبندنت‮»‬‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬معتقلين‭ ‬في‭ ‬سدي‭ ‬تيمان‭ ‬وسجن‭ ‬عوفر‭ ‬الذين‭ ‬وصفوا‭ ‬المحاكمة‭ ‬عبر‭ ‬مكالمة‭ ‬زوم‭.‬

 

قالت‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬إنها‭ ‬لم‭ ‬تُمنح‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬

وأضاف‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬اللجنة‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬أطول‭ ‬فترة‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬الاحتجاز‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬منذ‭ ‬عقود‮»‬‭.‬