7/8/2024
رام الله– تتفق روايات أسرى أفرج عنهم بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وروايات آخرين عايشوا بدايات الثورة الفلسطينية قبل عقود، على أن سجون الاحتلال الإسرائيلي تشهد أنواع تعذيب هي الأكثر بشاعة بحق الأسرى، وبشكل "لا يمكن تصوّره".
كان التعذيب حتى الموت من نصيب أسرى غزة، وبشكل أقل أسرى الضفة الغربية، حيث كُشف عن هويات 21 شهيدا منهم حتى يوم الاثنين، وفق معطيات نادي الأسير الفلسطيني، والذي أكد "إخفاء الاحتلال هويات العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في سجونه ومعسكراته".
شهادات
وفق شهادات نشرتها هيئة شؤون الأسرى، فإن أغلب معتقلي قطاع غزة تعرضوا للإغماء عدة مرات خلال التعذيب، بينما بات شائعا في السجون ما يسمى "حفلات التعذيب" حيث يُجمع الأسرى في ساحة عامة ويمارس السجانون ساديتَهم.
ونقلت الهيئة عن 3 أسرى من غزة زارهم محاميها مؤخرا، قولهم "ما تعرضنا له فاشية حقيقية؛ تعرية من الملابس، وضرب وتعذيب وتنكيل، وتقييد الأيدي والأرجل، وتعصيب العينين، حيث حُولنا لفرائس لهذه الوحوش المسعورة، التي تلذذت بجوعنا وعطشنا وصراخنا ومرضنا، حتى إننا لم نصدق اليوم أننا ما زلنا على قيد الحياة".
"رحلة الموت من لحظة الاعتقال، مرورا بالنقل في العربات والشاحنات العسكرية (…) وصولا إلى السجون التي تمنينا فيها أن تبتلعنا الأرض لما شاهدناه من حقد وجنون، من جنود في بدايات أعمارهم، ينكلون بنا بكل الوسائل والطرق.. كُسر عظمنا وفتحت رؤوسنا وسالت الدماء من كل أجسادنا".
وأضاف الأسرى الثلاثة "منذ اعتقالنا، نقضي معظم وقتنا جالسين على أقدامنا أو منبطحين على بطوننا (…) كما استخدمت الكلاب في الاعتداء علينا وترهيبنا (…) لا نبالغ إذا قلنا بأن غالبية أسرى غزة فقدوا الوعي مرات عديدة تحت الضرب المفتوح وغير المقيد".
ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال نحو 9900، يضاف إليهم أسرى من غزة اعترف بهم الاحتلال وصنفهم بـ"مقاتلين غير شرعيين" وعددهم 1584، بالإضافة إلى عدد غير معروف في المعسكرات التابعة للجيش.
ووفق مؤسسة الضمير، فإن سلطات الاحتلال أدخلت تعديلات على قانون "المقاتل غير الشرعي" تسمح باعتقال الأشخاص دون عرضهم على أي سلطة قانونية حتى 75 يوما من بداية الاعتقال، إضافة إلى عدم السماح لهم بأية استشارة قانونية لفترة تصل إلى 6 أشهر.
كما تم إجراء عدة تعديلات على قانون "الاعتقالات 1996" والتي أتاحت بدورها تمديد التوقيف كل مرة مدة 45 يوما لأغراض التحقيق الذي قد يصل إلى فترة 6 أشهر، دون أدنى رقابة قضائية حقيقية خلال هذه الفترة على ممارسات التعذيب والمعاملة الحاطّة من الكرامة.
وتؤكد مؤسسة الضمير أن "هناك أساسا معقولا للادعاء بأن قوات الاحتلال تقوم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الأسرى من قطاع غزة، وبشراكة وتواطؤ من الحكومة والقضاة وسلطات مصلحة السجون وقوات الشرطة وجيش الاحتلال".
وتطالب المؤسسة المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية "بإجراء تحقيق خاص في الجرائم بحق الأسرى، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة كافة المسؤولين عن هذه الجرائم".
أشكال التعذيب
وردت أشكال التعذيب والجرائم بحق الأسرى في تقارير مؤسسات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى وخاصة هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير ومؤسسة الضمير لرعاية السجين وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى شهادات وثقتها الجزيرة نت.
كما نشرت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية أول أمس الاثنين، تقريرا موسعا عنونته بـ"أهلا بكم في جهنم" في إشارة لما كان يردده سجانون عند وصول الأسرى للسجون، مضيفة أن "السجون تحولت إلى شبكات للتعذيب".
وذكرت من أبرز أدوات التعذيب غاز الفلفل، وقنابل الصوت، وعصيًّا وهراوات خشبّية وحديدّيّة، وبنادق وأعقابها، وقبضات الخواتم الحديديّة، ومسدسات صعق كهربائية، والكلاب والضرب واللكم والركل.
ومن أشكال التعذيب الشائعة:
وباتفاق مؤسسات الأسرى، يتعرض المعتقلون لجرائم طبية، وحرمان من العلاج ومنهم مرضى السرطان. وأدى الإهمال الطبي إلى انتشار العديد من الأمراض الجلدية.
ومن أبرز نتائج التعذيب:
عقوبات جماعية:
التعذيب النفسي:
انتهاكات قانونية:
المصدر : الجزيرة